اختطاف طائرة  ( الجزء الاول ) / ترجمة : عبدالرحمن الرقيعي

25152307_335361206948009_5214406688768575116_n.jpg

اختطاف طائرة
ترجمة : عبدالرحمن الرقيعي ( بتصرف)
كانت الساعة تقترب من الخامسة مساء .. في يوم دافئ من آخر أيام الصيف .. وقد لاح خط سحابي خافت فوق جبال ” تينيسي” .. كانت الطائرة النفاثة من طراز 727 تقترب من نهر يحمل نفس الاسم .. وهي تحلق جنوب غرب الولاية على ارتفاع 28000 قدم في طريقها من “نيويورك” إلى “نيوأورلينز”.
دفع ضابط الاتصالات بنفسه داخل قمرة القيادة من خلال بابها الضيق بعد عودته من الحمام .. وهو يشير إلى الكابتن بالارتياح .. ثم أخذ مكانه لاستئناف عمله .. نظر إليه الكابتن للحظة .. تم أطلق بصره خارج النافذة إلى الأسفل حيث انعكس ضياء الشمس على صفحة المياه .. تناول لاقط الصوت وأوقف الموسيقى الناعمة المنسابة وقال : سيداتي سادتي مرحبا بكم .. محدثكم “لتلدجون” كابتن الرحلة .. يمكنكم مشاهدة بحيرات “واتس بار” إلى يمين الطائرة مباشرة .. وهي جزء من مخطط تنموي لوادي “تينيسي” .. وعلى مسافة إلى الشرق يمكن لذووا البصر الحاد رؤية جبال الدخان العظيمة .. تمنياتي لكم برحلة ممتعة .. ثم أعاد بث الموسيقى .. وفي نفس اللحظة تقريبا أومض زر بلوحة التشغيل أمامه .. ضغط عليه وقال : نعم ؟ فجاءه صوت إحدى المضيفات : كابتن .. أنا “كلارس” .. لدينا مشكلة كبيرة .. لقد احتجز أحد المسافرين “ميلي” عنوة معه داخل الحمام !؟
واستطردت مسرعة بصوت منفعل لتجنب أي سوء فهم : إنها ليست مزحة يا كابتن ! إنه اختطاف !؟ واحتوى صوتها المضطرب قمرة القيادة المزدحمة .. نظر مهندس الاتصالات إلى ” لتلدجون ” بقلق بالغ .. كما هم مساعد الكابتن بالوقوف ولكن “لتلدجون” أوقفه بإشارة من يده .. قائلا للمضيفة : نعم .. أكملي يا كلارس ..؟
– لم يلاحظ هذا الرجل أحد عند توجهه للحمام .. وعند وصوله إلى هناك .. شهر مسدسا في وجه “ميلي” وأجبرها على الدخول معه .. وقد كلمتها عبر الباب .. وهي بخير .. ولكن الرجل يحمل مسدس ومدية .. وزجاجة تحتوي على سائل زيتي أصفر .. يقول أنه قابل للانفجار!!.. واعتصمت المضيفة بالصمت للحظات .. ثم سألت الكابتن وهي في حالة خوف شديد : ماذا تريدني أن أفعل ؟
– لا شيء .. أجاب الكابتن بسرعة وحزم وأضاف : ابق حيث أنت .. ثم سأل : هل علم المسافرين بما يجري ؟
– لا.
– حسنا .. حاولي كتم الأمر ! سوف ألجأ ل “نيواورلينز” للبث في الأمر …كان ضابط الاتصلات يتصل لتوه ببرج المراقبة في مطار ” تيوأورلينز” .. انقبض وجه الكابتن .. وقال مخاطبا ” كلارس ” ثانية : ضعي ملاحظة ( خارج الخدمة على باب الحمام ).. واسألي ” ميلي” عما يريده ذلك الرجل ؟ ..
– نعم سيدي انتظر لحظة .. كان هناك توقف قصير .. ثم عاد صوت ” كلارس ” : إنه يطلب هبوط الطائرة بمطار “دجاكسفيل” للتزود بالوقود !؟
– إلى أين يريد أن يذهب .. نحن لدينا فائضا من الوقود يكفي للطيران إلى ” كوبا ” ثم ما هوية هذا .. المعني ؟
– سيدي .. حسب خارطة المقاعد اسمه “تشارلز واجنر” وهو من “هارفورد” .. ورقم مقعده 16سي .. وكنت قد قدمت له وجبة الغداء بنفسي عندما .. وهنا قاطعها الكابتن سائلا : ما هي أوصافه ؟.. بدت ” كلارس ” غير متأكدة وهي تقول : مثل .. مثل .. أعتقد مثل أي مسافر آخر!.. يناهز الخامسة والثلاثين من العمر .. شعره طويل إلى حد ما .. أبيض البشرة .. ويميل إلى النحافة ..
– كم كأس احتسى ؟
– كأس واحدة من الجعة .. أنا على يقين بأنه لم يكن ثملا ..
– حسنا .. الآن تظاهري بأنك مشغولة .. كي لا يرتاب أحد في انتظارك هناك .. التفت ضابط الاتصالات بكرسيه المتحرك وبادر “لتلدجون” قائلا :
– كابتن .. مكالمة من “نيوأورلينز” .. ثم أحاله على المتصل .. حيث قام الكابتن بشرح الحادثة للمتكلم في هدوء .. وبعد استماع المتصل باهتمام لشرح “لتلدجون” طلب منه الانتظار ريثما يتحدث إلى السلطات العليا بالخصوص .. أخذ قائد الطائرة يحدق إلى الأمام بوجه خلا من أي تعبير !؟ ربما لهذا المأزق المباغت الصادم .. فهو مسئول عن عشرات الأرواح من أطفال ونساء ورجال .. معلقون بين السماء والماء ! في هيكل حديدي طائر قد ينفجر في أي لحظة .. وضع يديه على عجلة القيادة في هدوء وترقب حذر .. وقد تكاثفت ضلال السحب قدما أمام الطائرة … طال الانتظار وكأنه بلا نهاية ! ثم أتاه صوت مختلف هذه المرة وقد بدا أكثر ثقة وحنكة في حديثه من صاحب الصوت السابق .
– كابتن ” لتلدجون” هنا ضابط الأمن بمطار “نيوأورلينز” .. لديك تصريح الآن بتغيير خط الرحلة إلى “دجاكسنفيل” .. اتصل بالضابط الأمني هناك .. فقد تم إبلاغه .. وختم الكابتن بدوره الحوار بكلمة عُلم .. وبينما هو يقوم بإدارة المقود لتغيير سير الرحلة .. طرأت له خاطرة .. لتبديد أي شكوك قد تخامر الركاب فقال مخاطبا : سيداتي سادتي سوف نعود قليلا إلى الخلف لإتاحة الفرصة لركابنا في الجهة الأخرى لمشاهدة المشروع التنموي لوادي “تينيسي” .. وحلق في دائرة اتسع مداها لتصبح مقدمة الطائرة في اتجاه الجنوب الشرقي .. وقد بدأ جمال الشفق ساحرا يلوح في الأفق.. حين جاءه صوت “كلارس” المرعوبة : كابتن لقد طلب المختطف ربع مليون دولار.. وإلا فإنه سيقتل “ميلي” ويفجر الطائرة !!؟.. إنه يريد المبلغ من فئة المائة دولار .. مقسم إلى رزم بخمسة وعشرون ألف .. وعلى أن يودع في حقيبة جلدية .. كما يطلب هبوط الطائرة في نهاية المهبط 725 بمطار “دجاكسنفيل” .. بعيدا عن مبنى المطار .. وعندئذ بإمكان المسافرين المغادرة .. وفي ذات الوقت ترك النقود دون الولوج إلى الطائرة !!؟ كما يشترط إحضار مظلتين !.. ردد الكابتن مندهشا :
– مظلتين !؟
– نعم هذا ما قاله .. وعلى أن يكونوا من النوع المستخدم لأغراض التدريبات العسكرية ! .. هذا كل ما في الأمر وسوف يوافينا بتعليمات أخرى عندما تحط الطائرة على أرض المطار !!؟ .. كان الضابط الأمني بمطار “دجاكسنفيل” يستمع لكل ما أدلت به “كلارس” .. ثم سمعه الكابتن وهو يعطي تعليماته لأحد بجانبه بلهجة آمرة قائلا :
– تحرعن هذا ال”تشارلز واجنر” لدا منظمة المظلات ؟ أسرع .. أتسمعني .. ثم استأنف موجها كلامه إلى “لتلدجون” :
– سوف نوفر المبلغ المطلوب .. غير أنني لست أدري إلى متى سيبقى في حيازته .. ولكنه سيتحصل عليه بالإضافة إلى المظلتين ..
– حسنا أجاب الكابتن .. أرجو إخلاء المدرج 725 للهبوط مهما كانت توجهات الريح ! .. لا أريد أن أخسر “ميلي” ناهيك عن طائرة ملأى بالركاب ..
…………………………………يتبع……………………………………

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s