اختطاف طائرة (الجزء الثاني) /ترجمة : عبدالرحمن الرقيعي …

25152307_335361206948009_5214406688768575116_n

اختطاف طائرة
ترجمة : عبدالرحمن الرقيعي …(بتصرف)
الجزء الثاني
كان الغروب الساحر بالكاد ينتشر خلفهم كسراب .. وكانت ظلال جبال الدخان تزحف تحت الأجنحة كأشباح .. وأزيز المحركات الهادئ يكتنف الظلمة .. وقد كشفت أضواء القمرة عن القلق البادي على وجوه أفراد الطاقم .. فقد أصبحوا تحت رحمة مجرم قد ينسف الطائرة في أي لحظة .. مرة دقائق طويلة مرعبة قبل رؤية أضواء “دجكسنفيل” تتلألأ مبددة حلكة الظلام وبعضا من الضغط النفسي .. ومن ثم بدأت الطائرة في ألهبوط .. تنفس ” لتلدجون” الصعداء وسلم القيادة لمساعده .. ثم تولى تبليغ الركاب :
سيداتي سادتي .. هنا كابتن الطائرة مرة أخرى .. بالنظر إلى سوء الأحوال الجوية المقدمون عليها .. سوف نقوم بهبوط اضطراري بمطار “دجاكسنفيل” في “فلوريدا.. حيث سيكون مندوب الشركة في استقبالكم لتأمين مواصلة رحلتكم .. نعتذر عن هذا الإزعاج الخارج عن إرادتنا .. كما نرجوا ربط الأحزمة والامتناع عن التدخين .. أشكركم على حسن انتباهكم .
غادر آخر الركاب الطائرة وقد كانت حافلة في انتظارهم لنقلهم إلى مبنى المطار .. الذي بدا إلى حد ما بعيدا عن المهبط .. جاءت شاحنة الوقود وبدأت عملية التعبئة .. وبعد مغادرتها .. توقفت سيارة صغيرة مكانها .. ترجلا منها رجلان .. كان احدهما يحمل مظلة صغيرة بيد .. وحقيبة جلدية باليد الأخرى ..بينما أمسك الآخر مظلة ثقيلة .. وصعدا الاثنان سلم الطائرة .. ثم وضعا الحقيبة والمظلتان في توجس على أرضية المدخل .. دون أن يدخلا ..! كانت ” كلارس” تقف هناك مرتاعة .. شاحبة الوجه .. نظرا إليها ثم إلى الحمام بلمحة خاطفة .. حذرة .. وما لبثا أن عادا إلى السيارة .. !.. بدت هيئتهما مفتشين من أمن المطار .. كان الكابتن “لتلدجون ” يراقبهما من نافدة القيادة حتى ركبا السيارة وانطلقا .. فقام بمكالمة “كلارس” فورا :
– إلى أين سنمضي الآن ؟.. ولم تجب الفتاة ولكنها طلبت منه الانتظار للحظة .. امتدت إلى دقائق !.. بينما يتم سحب خرطومي الوقود في الخارج إلى مكانهما بالشاحنة وكأنهما أفعتان ضخمتان ! عادة “كلارس ” قائلة :
– كابتن .. إنه يطلب التوجه إلى “ميامي” في أبطأ سرعة ممكنة .. لا تتعدى مأتى كيلو متر في الساعة !؟ والتحليق على ارتفاع ألفى قدم !.. كما يطلب عدم إقفال باب المسافرين الخلفي من الخارج !
كان ضابط الأمن في برج المراقبة يستمع إلى المكالمة فتدخل مقاطعا :
– كابتن .. هل تعتقد أن بإمكانه القفز من طائرتك ؟.. أجاب ” لتلدجون” مباشرة :
– نعم بإمكانه ذلك من هذه الطائرة !..إذ من الواضح بأنه اختار نوع 727 عمدا .. لأنه لا يستطيع القفز من ال 707 أو 747 .. وعليه فهو إما أن يكون ملما بالطيران .. أو أن يكون قد قام بدراسة وافية عن هذا الموضوع !! وهنا قال الضابط معلقا في تهكم :
– ولم لا يقوم بمثل هذه الدراسة .. من أجل ربع مليون دولار .. لسوء الحظ بعد الكثير من التحري .. لم نجد اسم هذا المدعو ” تشارلو واجنر” ضمن فرق المظلات ! كان صوت ” لتلدجون” يحتد بسبب الانتظار فسأل : ماذا نحن فاعلون الآن ؟.. وبعد لحظات من الصمت .. خاطبه صوت جديد :
– كابتن .. أنا ” ويلجوبي” من السلاح الجوي .. هل لديك أي اقتراحات ؟.. فكر “لتلدجون” قليلا ثم أجاب :
– يمكننا الإبقاء على التحليق فوق المياه .. حيث لن يجرأ هذا المعتوه على القفز .. وبذلك نكون قد وفرنا الزمن الكافي لطائراتكم لتتعقبنا .. وهنا قاطعه مساعد الطيار الذي اكتسب خبرة قديمة في حرب سابقة :
– سوف لن يتمكن أحد من رؤية ذلك الرجل ليلا .. إذا ما أخفق في فتح المظلة قبل خمسمائة قدم من الإرتفاع !؟
– سأجازف بذلك .. قالها النقيب “ويلجوبي” ثم أردف : سوف نعمل على تسيير طائرة مرادفة .. كما أرجو الحرص على مواصلة الطيران بمحادات الساحل فوق البحر في اتجاه مدينة “ديتونا” !.. سنكون في رفقتكم حتى النهاية .
– وهو كذلك .. ثم أتاه صوت “كلارس” المشحون بالقلق وهي تقول : بدأ صبر الرجل ينفد !! … فقال الكابتن :
– أخبريه بأننا على وشك المغادرة .. وأدار المحركات .. ثم تحركت الطائرة تدريجيا على المدرج تأهبا للإقلاع .. وتضاعفت سرعتها شيئا فشيئا إلى أن ارتفعت مقدمتها .. ثم تعالت مخترقة السحب .
……………………………. يتبع الجزء الثالث والأخير غدا…………………….

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s