كنت كلما قلت أحبك
انشقت الأرض ..وجرى فيها نهر
تحلق فيه الأمنيات باجنحة من فرح ..
فرح يمتد حتى الجانب الاخر من البلدة
حيث ينام الحزن في احضان بساتينها منذ رحيل الأمهات..
و اللغة السائدة فيها هي الدموع..
كان يتحدث بها المقيمون ..ويتعلمها العابرون بمجرد سماعها ..
في هذه البلدة الدموع لغة سمعية ممزوجة بنواح ..
نواح القلوب التي لا تبوح ولا تنبض الا بالعشق ..
كنت كلما قلت أحبك ..
تتراقص أشواك الصبار وتتساقط من مسامه ..
ويستقيم برج بيزا لينصت ..
كلما قلت أحبك …
يسمعها المسافرون في المحطات و يسافرون بها بدلا من قطاراتهم ..لتوصلهم إلى مدينة أحلامهم التي يأملون..
وكلما سمعها طير غير وجهته وحلق بعيدا منتشيا بلحنها ..
والآن ..
الغربة أكلت كل شيء ..
الصمت قال كل الكلام..
وتناثرت اﻷجساد على طرقات العمر ..لا معاني للكلمات ولا مغزى ..
القبلات بلا طعم ..
والشغف مشلول ..
الأحاديث مملة ..مملة
الضوء مظلم ..
والظلام مشع ..
وأنت …….. بعيد
نعمة الفيتوري – ليبيا