حتى صوتُ النَّاي تَحَشْرَج
………………..
أحداثٌ مُتلاحقةٌ
تُشَوِّهُ تلك الصُّوَرِ
التي كانت راسخةً على حوائطِ الزَّمَنِ
تفاصيلٌ ضائعةٌ
وخطوطُ الكفِّ لم تعدْ تُرسِلُ لنا تَنَبُّؤَاتِها
تَشَابُهٌ غريبٌ ومَقِيتٌ
كلُّ الأشياءِ تَشَابهَت
الليلُ
النهارُ
الوقتُ
الأمسُ
اليومُ
الغدُ
لا جديدَ
والشمسُ باهتةُ الدِّفْءِ
الشِّبَّاكُ الذي كان ملاذًا للعصافيرِ
لم يعُدْ يُفْضي للنورِ.
النُّورُ الذي كان يُعانقُ يَاسَمينةَ الجِدارِ
خاصَمَ ظِلَّها
يُحاولُ كَسْرَ عِنادِها
لَكِنَّها تُجَاهِدُ طَمَعًا في البقاءِ
كلُّ شيءٍ باتَ مُختَلِفًا
الحبُّ
الوردُ
الشمسُ
القمرُ
البحرُ
حتى صوتُ النايِ تَحَشْرَجَ
الموسيقى لم تعُدْ تُدَاعِبُ خَصْرَ النَّوارِسِ
والقهوةُ مَذَاقُها غَريبٌ
مثل رجلٍ يَمُرُّ في زُقاقِ العَتْمَةِ لِيَتَوارى خلفَ خُطوطِ ظلهِ
صوتُ الباعةِ خَافِتٌ
لم يُوقِظْ فينا ضجيجَ الرَّغبةِ.
واللذَّةُ لم تعُدْ تُحْدِثُ فينا بَهْجَتَها
ما هذا بِرَبِّكُم؟!
كلُّ الأشياءِ مُشَوَّهَةٌ
حتى الرغبةُ لم تَعُدْ تَسْكُنُنَا
والنَّبيذُ فَقَدَ شَهِيَّةَ السُّكْرِ
شريطٌ مُتلَاحِقٌ يُطِلُّ من شاشةِ الجِدارِ
أخبارٌ، أخبارٌ، أخبارٌ
حرائقُ
وباءٌ
موتٌ
ودمارٌ
وذَلكَ المذيعُ يطلُّ بِرَقَبَتِهِ الطَّويلةِ
يَرْجُمُنا بقذائفِ الكلماتِ
يحبسُ فينا الأنفاسَ
أيُّها الناسُ
امكثوا خلفَ الجدرانِ الأربعةِ
لا تُجادلوا
لا تُخاطروا بحياةِ سُكَّانِ العَتْمَةِ
ابْقَواْ هناكَ
فالأمرُ عظيمٌ، والثَّباتُ أَعْظَمُ
قَالَها.. وَقُطِعَ البَثُّ!!!#Rائد
1 أبريل 2020
رائد قديح – فلسطين