قصيدة النثر الفائزة بالترتيب الثالث
بمسابقة بوح القلم
بمنبر الأدب الليبي والعربي والعالمي
بتاريخ 7/4/2020
بعنوان ( كطائر الفينيق )
للمتسابقة / سامية قاضي من تونس
كطائر الفينيق أتشكَّلُ من رَمَادِي و أعودُ ”
أيُّها الأعْمَى السَّاهِرُ في عَيْنَيَّ
نَمْ في بَيَاضِكَ
و دَعنِي أَرتِقُ ثُقُوبَ الوَقتِ
لأُدرِكَ النَّهارَ القَابِع في الضِفّة الأخرى
نَمْ مُطْمَئِنًّا أيُّها الأعْمَى …
فَحِينَ يُباغِتُني الفَجْر
سَأصيرُ في مُدُنِ الرّيح أنسيٌّ بِجَناحَين
…….
أيُّها المُتكاثِرُ في جُرحي
قِفْ على ناصِية الوَجَع
فقد بَرأْتُ الآن من ألمي
قِفْ ، فنار وهني قد خمدت..
و آن لرمادي أن يتدثّر بريشِه
إحملْ جوعَكَ أيُّها المُتكَاثِرُ من وَجَعي…
أخرج الآن من جَسدي..
فمذاقُ لَحْمي صارَ مُرّا ..
و أنسجتي المبتورةُ تحوَّلَتْ أشواكًا برّيّةً
……..
أيُّها الغريبُ المُتخفّي دَاخِلَ أَنْسِجتي
تمعَّنْ جيّدا في شكلي الجديد
فَرغْم الشَّرخُ المُنغرسِ في الرّوحِ
فإنَّ جسدي مازال يُحاربُ
سأقتلعُ الوَجَعَ من مُقلتِي
و أصُدُّكَ عنّي بسيفٍ من ماءٍ
سأجعلُ من الرّبيع صَديقي
و المطرُ الغَافِي سيكون من الآن
خِلِّي و رفيقي….
و إن متُّ يوما سأتشكّل من رمادي كطائر “الفينيق ” و أعود
لأكون في ذاكرة الأرض فسيلةً خضراء..