.قِصَّةٌ
( هرُوبٌ)
أَمامَ مِرآةِ حَلّاقٍ، اِسْتَسلَمَ على كرسِيٍّ دَوّارٍ، في لَحــظةِ مُــعاناةٍ- مَع الحَلّاقينَ- تَوغَّلَ في العُمقِ..
ثَمَّةَ صُوَرٍ زجاجيةٍ، لا حِرَاكَ فيهــا؛ أَحداثٍ بَطِيئةٍ لا صوتَ لها، اِختارَ مَوضعًا لهُ وَ.. نامَ!
أَحلامُهُ هادئةٌ.. شَفيفةٌ؛ كَمَنْ لَجَّ بهِ حُبٌّ، أو شَـفَّهُ سَـقَمُ، حَمَلَهُ سُلطانُ النَّومِ أحسَّ بِيَدٍ تُعدِّلُ شَعرَهُ، ذِقنَهُ ثُمَّ…
“هُناكَ يَدٌ تُحرِّكُ ذِقْني.. لِمَ؟”
اِسْتَيقَظَ مِنٍ غَفوَتِهِ، شاهَدَ صُورتَهُ مَخنُوقًا بِوِشاحٍ أَزرقَ لَفَّ رقبتَهُ؛ إبتَسمَ…
“ليلةُ أمسٍ خاصَمَني النَّومُ!”
سَـألَ:-
ــ هَلْ مَسَكْتَ ذِقني؟
أَجابَهُ الحَلّاقُ:-
ــ نعمْ اِستاذ.. أعتذرُ!
أثارَتْ كلمةُ-اِستاذ- اِعتزازًا بِنفسِهِ، اِبتســمَ لهـا، ســرعانَ ما تحولَـتْْ اِبتســامتُهُ إلى ضِحكـةٍ مُجَلْجِلَـةٍ؛ تَجاوَبَ مَعــها أَطفــالٌ يَنتظرونَ دَورَهم.. فِي الحِلاقَةِ!
(صاحب ساچت/العراق)