أعراسنا – إيمان الكرغلي – ليبيا

أعراسنا ..

تتعالى صرخات الحاضرين في الأعراس حين سماع شتاوة أو غناوة تلامس قلوبهم «على الجرح»

هذا تماما ما حدث مع آمينة عندما سمعت صوت سعد محمود يصرخ عالياا ببحته المعهودة و هو يقول «حتى ليلى ما با يبكي حتى ليييلى حتى ليلى هلي ليلاتي نبكيلا » فصرخت آمينة و ذهبت لتدير دائرة الأذاعة و تطفئها و هي تهتف بلحن يناسب الشتاوة و تقول «حتى ليلى هلي ليلاتي نبكيلا ما با يبكي » فهممنا مصفقات بشكل متناسق و منظم بلحن موحد منقسمين إلى فرقتين فرقة تهتف بالشطر الأول و أخرة ترد عليها بالشطر الثاني

فنظرت في عينا أمينة أستفسر منها فعرفت ما طرأ على بالها ليعجبها هذا القول

منذ يومان دخلت صفحة خالد و هي تبكي فوجدت أخر ما نشر منذ خمس دقائق صورة له و هو يحمل إبنه المولود في سرور و فرح بدا لها أنه أستقر في حياته و نساها أبكاها هذا الشاب قبل عام حينما فرط في حبه لها و تزوج من أختيار والدته و مازالت تبكي كل ليلة

فقفزة هدى تبحث عن غطاء رأسها و تلفه على خصرها و تتمايل يمينا و يسارا تخفي دموعها و تقول:

«تقاوى سيلا منه ما نرقد في ليلة دمع العين تقاوى سيلا»

لازلنا منقسمون و نصفق بجهد جهيد و صرخنا في آن واحد «ييووووويااااا » كلنا نعلم ما يبكي هدى فقد ثكلت أباه و زوجها معا و في وقت واحد أثر حادث سير شنيع منذ زمن بعيد لكنها لن تنسى حتى الأن و فقالت أمها:

«يا دار بعد غيبت غاليك حلال ايشيلوك بكاشيك »

ترثي زوجها و تقول بما معناه أن منزله لا يساوي شيء بعده فحلالا عليه الدمار قفزت جدتي مسرعة رغم آلام مفاصلها بدأت بالرقص و هي تقول:

«النار حطبها مو من دون حطبها من غابت موهون » كثيرا ما تغني جدتي على المرهون و إن كان مرهونها قد رهن لغيرها منذ زمن بعيد إلا أنه لازال حاضر في أغانيها دخل علينا أبن عمي مسرع و هو يقول:

«يا حني راه الشباب يبو يخشو معاكم فلغيطة » فأذنا لهم بالدخول عندما قلنا:

«مرحب بلي جانا شايل و نحن زاد عليه ولايل» شباب العائلة لم يكونوا يحملون شيء لننعتهم بـ «شايل » سوى أن ما شالوه لوعات سيضعوها مع لوعاتنا لنحتفل بخيباتنا سويا

تريث سليمان و هو ينظر في عيون زوجته قبل أن يقول:

«الشرع محلل لك مازال ثلاثة علولاف حلال »

منعتنا زوجته من التصفيق مع هذه الشتاوة و بهذه الحركة تكون قسمتنا إلى حزبين الأول أنثوي و الأخر ذكوري و تمتمت ببعض الأدعية عليه إلا أنه سريعا ما أستعاد رضاها بغمزة من عينة اليسرى تخبرها أنه يمزح لا غير دخل جدي فزدرت ريقي من الخوف كثيرا ما منع الشباب عن مشاركة النساء في الأعراس إلا أن يوسف سبقنا و أستقبله و هو يقول: «العقباله جدك يا عين أيجيب وليه رقم أثنين» فرمقته جدتي بنظرة كادت أن تحرقه بها رغم أنها من دقائق كانت تسترجع الماضي و تتحسف على المرهون و تغني عن ناره فهتف جدي و هو يأشر بأصبعه السبابة على جدتي و يقول:

«هذي من دق العصملي ما هي كيف جديد أيولي »

فصرخنا بصوت واااحد «أووووووووو»

جلس جدي بجانبي و همس في أذني «عقلي في نيته تجديدة غير الشوخة ما هي بيدة »

«خيال»

#بقلمي 💛

إيمان الكرغلي – ليبيا

One comment

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s