أأخبرك ..
حسنا.. بماذا أبدأ؟..ماذا أخبرك؟؟!!
هل أخبرك عن صوت الصباح؟؟..
لم يتغير شيء!! لا زالت الشمس تدخل غرفتي.. ولا زالت العصافير تغني بصخب على أغصان شجرة البطوم التي تكبرني بعامين.. ولازلت أستيقظ عند الواحدة ظهراً بتكاسل قطةٍ مدللة.. ولا زالت والدتي تطرق بابي لتخبرني أنّ قهوتي جاهزة..
لم تعد فقط تصلني رسائلك الصباحية.. ولا اتصالاتك المباغثة..
أم أنّك تتسائل عن قهوتي؟؟!
نعم.. هي مرةٌ كطعم خذلانك وأكثر قليلا.. سمراءٌ نقية كعينك اليسرى التي لطالما مازحتك قائلةً أنها تهرب منك لأسباب أخترعُها لمشاكستك.. نعم لا زلت أحبها بالرغم من أنها تؤذيني مثلُكَ تمامًا…
أتريد أخبارًا عن المساء؟؟
أجل لازالت الجارات تقصد البيت لنقل الأحاديث مرارا.. ولم يختلف الأمر كثيرا فأنا حبيسة غرفتي كالعادة.. لا أخفيك أنني حاولت الاستمتاع بتلك الفوضى الصوتية العارمة.. ولكنني فشلت تماما كفشلي بتقييم الأشخاص الذين أدخلتهم حياتى..
لم تسألني عن تجهيزات غرفتي وخزانة كتبي تلك!!
نعم آشتريت طلاءً شديد البياض كبشرتك وأثاثا خشبيا باللون الذي أحب.. وإنارةً هادئة كصوتك المحِب.. وكثيرا من الكماليات الأنثوية التي لا تشبهني.. فأنا قررت أن أصبح كأيِّ أنثى لأنك أصبحتَ كأي رجُل..
ولا أخفيك أنني لا زلت أخفي الروايات خلف كتبي العلمية.. أستمعت لنصيحتك بامعان حين قُلت..
“أتركِ عنك كلام الروايات فهو لا يلائم الواقع”
وبالفعل أصبحت أقلّ تصديقًا لمحتواها الذي لطالما صنع لي قصرًا عاجيا كان كِنزهُ الثمين “أ ن ت” ..
أهااا لا بدّ أنك تتسائل عن قطتك! بياض!! .. لقد تركت الحياة يوم غادرتُك.. علمتُ حينها أنّك يجب أن تموت بداخلي.. فحتى الروح التي وهبتها جزءً من إسمك فارقتني..
أما عن لَيلِي فأعذرني لا تسألني.. لقد تغير تماما..
لقد بات مستيقظا بحذر.. يائسًا من طلوع القمر.. نائيا عن البشر..
حالِما بغفوةٍ تنسيه ألم السهر..
ماذا أخبرك بعد؟…
هدى خرواط – ليبيا