مراهقة من خلف الشاشة ،،
كان زواجها تقليديا ..تقليديا جدا لا تشويق قبله ولا تشويق بعده ، كانت دائمة الإحساس بكونها لم تعش الحب كأقرانها من بنات اليوم فهي تعتبرهم أكثر وأوفر حظا منها …لطالما تمنت أن تتذوق لوعة الحب وعذابه أن تعيش دور المازوخي الذي يتلذذ بتعذيب نفسه في غياهب قصة ممتلئة بالأحداث حيث يسعى الجميع فيها للتفرقة بينها وبين معشوقها …الجميع دون إستثناء بداية بالقدر وصولا إلى صديقاتها اللواتي يحسدنها على حبيبها ….فجاء قرار زواجها من إبن عمها الذي يكبرها بسنوات ليطمس تلك الخيالات بواقع من الحياة المملة التي تتشابه فيها أيامها، ليلها كنهارها لم ترى فيه ذلك الشاب الذي كانت تحلم به ،وتمر السنوات لتصحوا في ذات يوم عاقدة العزم على أن تأخد بثأرها من الحياة وتعيش سن المراهقة الذي لم تعشه كما كانت تتمنى قررت أن تحيا تلك الأطلال التي أنهال عليها الزمن وأخفاها تحت ركام الأعوام المملة ،وأن تعيش الحب وتتذوقه توصلت الى طريقة لذلك ،تسرق لنفسها لحظات تعيش فيها دور المراهقة من خلف شاشة هاتفها فهو يخفي ملامحها التي تجاوزت الثلاثين بقليل ويبعت فقط بحروفها فلطالما تفننت في الكتابة وتعرف كيف تسرق قلوب الشباب بكلماتها ….تسرق قلوبهم وإعجابهم ورسائلهم التي تحمل من الغزل والشوق والحب الشيئ الكثير لتطفئ به شغفها في أن تكونة محبوبة ومعشوقة الجماهير ..المدللة على عرش أنوثة حتى وإن كان العرش على جرف هار يكاد ينهار لكنها تراه على كل ذلك يمنحها حقا من حقوقها المسلوبة .
حبيبة بن عمران – المغرب