كلمات عن طفولتي ….
البساطة والطيبة والجمال …
السنة بداية السبعينيات من القرن الماضي …
كان والدي رئيس عرفاء في شرطة المطافي ،،، مرتب يكاد يكفي الاسرة ،،، حياتنا بسيطة جدا وجميلة جدا ،،، نعيش في مزرعة في مدينة الزهراء الرائعة ،،،
كنت أرعى الغنم مع أخي الاصغر عبدالحكيم ، كنا أيضا نهتم ببعض البقرات في المزرعة ، ونتعاون مع والدي في الاهتمام ببعض المزروعات ،،، كان أبي يسمح لنا ببيع آخر محصول الزراعة لحساب أنفسنا ،،، كنت أحيانا أبيع أخر محصول الطماطم أو الخيار أو الكوسة أو البصل وما شابه وأتحصل على دينار أو دينارين كانت تفرحني و تعينني لمدة من الزمن ،،، كان لدينا تقريبا خمسون زيتونة في المزرعة ،،، أتذكر في سنة من السنوات ،،، بعد جني محصول الزيتون تبقى في قمة كل شجرة القليل من الزيتون ، ما يسمى ب الطياش وقتها ،،، فقلت في نفسي يجب أن أجمع كل هذا الطياش وأبيعه لحساب نفسي ،،، وبدأت الصعود لأعلى قمة في أطراف كل زيتونة وأجمع ماطاش من الزيتون ،،، إستمر هذا العمل لمدة إسبوع تقريبا ،،، جمعت الزيتون مساء يوم الثلاثاء في شكارة ( كيس خيشاء ) ،،، وفي صباح سوق الاربعاء وضعت الكيس على ظهري وذهبت به مشيا على الاقدام الى السوق ، كانت المسافة تقريبا كيلو متر ونصف ،،، حتى وصلت لرحبة السوق وأعطيت الكيس لمشتري الزيتون وكال الزيتون وجده تقريبا مرطة زيتون وأعاطني 65 خمسة وستون قرشا ،،، لقد كانت ثروة بالنسبة لي فرحت كثيرا بذاك المبلغ لأن قيمته كانت في الجهد المبذول عليه ،،، كانت أمي تشجعني دائما على العمل وتفرح لفرحي كثيرا ،،، أما أبي فقد كان يبتسم دون كثرة كلام ،،، لكنني سمعته يوما يقول للحاج محمد شنبي و الحاج سعد شنبي ،،، إبني عبدالباسط يعيش روحه حتى من رشادة ،،، ونظرة لي وإبتسم و طبطب على كتفي الحاج محمد شنبي وقال لي عصلب يا ولدي عصلب يا ولدي ،،، كنت سعيدا جدا بذاك الاطراء ،،، كم كانت تلك الكلمات البسيطة لها أثر إيجابي علينا نحن الاطفال ،،، رحم الله الوالد والوالدة ورحم الله الحاج محمد شنبي والحاج سعد شنبي ،،، ورحم الله جميع أموات المسلمين …
عبدالباسط دخيل – ليبيا
