تقييم العمل الابداعي وفق منهج البنيوية ..

استخدام لفظ في سياق ادبي او حتى علمي بحيث لا يفيد السياق ولا يضيف معلومة او معنى اسمه ( حشو )

وهو في الفنون اكثر قبحا ففي الموسيقى يسمى كل نغم خرج عن المقام ( نشاز )

وفي التكوينات البصرية والتشكيلية يسمى العنصر الذي يوجد ضمن المشهد ولا تربطه علاقة وظيفية بباقي العناصر وبموضوع المشهد وفكرته (عنصر تشتيت )

السياقات العشوائية يمكن قبول النشاز ضمنها ، اذ مقامها ليس مقام التأنق والمتلقي جاهز مسبقا لقبول مافيها من تشوهات ( اقول قبول وليس استحسان انما هو قبول المتفهم ) .

اما في السياقات الابداعية فان وجود لفظ او علامة بصرية او خط او عنصر ما بلا اي مبرر او معنى هو تشويه ، والعمل الذي تكثر فيه هذه التنشيزات عمل مترهل ويفتقر لللاناقة.

في السيناريوهات الدرامية من اهم القواعد ( لا تذكر معلومة ضمن النص بدون توظيفها ) فان قلت ان البطل طبيب لكنه لا يتصرف كطبيب او لا يتحدث كطبيب طوال العمل فما كان ضرورة ذكر مهنته ضمن وصف الشخصية ؟

كذلك ان تقول كان الشارع مزدحما وفتاة تطل من شرفة العمارة المقابلة دون ان تقدم لي اي معنى في الاحداث وفي المشهد لتاثير الازدحام او لاهمية وجود الفتاة فانت هنا تكتب حشو ويجب حذفه .

حتى المشاهد التي تكتبها بحب وابداع عليك ان تحذفها برمتها اذا وجدت انها لا تقول شيء لصالح القصة وان وجودها مثل عدمها بالنسبة للعمل ككل .

هذه الخطوة مهمة جدا لتنقية عملك و تنقيحه وتقديمه في مستوى انيق ورشيق ومعبر .

حتى الموسيقى التي تحمست لها واضفتها لاحد المشاهد ارجع واحذفها اذا كانت لا تتكامل مع العمل وتتناسق معه في وحدة تكوينية .

كما لا تقول اي جملة في الحوار وتصف في المشاهد ما يعبر عنها في التصوير

حيث يكون حوارك مملا وسخيفا وحوار ابطالك يكرر للمشاهد ما يراه بعينه .

ـــــ

من محاضرة لي عن تقييم العمل الابداعي وفق منهج البنيوية .

راجية الكريم – ليبيا