حنــيــن – عــبــد الـعـزيـز الـزنـي – ليبيا

حنــيــن ..

لحظة ابدا ما كانت كغيرها ، حين أحست و قد تجاوزت السبعين عاما ، و أشرفت على الثمانين رغبة جامحة ، في أن تنط الحبل ، تماما مثلما كانت تفعل ، و صويحباتها ، حليمة و زكية و حميدة ، في سنوات صباها ، انصاعت لمشاعرها ، لم تبد أية مقاومة . أسفل سرير حفيدتها ، من حملت اسمها ” سليمة” كان يوجد الحبل ، التقطته بكل خفة ، دون أن ينتبه أحد ، اغلقت الباب بهدوء ، توجهت إلى فناء “البيت” غير بعيدٍ عن شجرة التوت ، بدأت دونما إبطاء ، تروي ظمأ حنينها ، مضت تنط و تنط ، استغرقها الأمر ، لم تلتفت إلى تسارع نبض قلبها ، زادت رقعة الفرح ، اتسع ابتسامها ، تمنت لو أن صويحباتها ، حميدة ، زكية ، حليمة ، الحين معها ، شوق جارف يتملكها ، الأشياء من حولها تتشابك ، شيء بداخلها ينقبض ، قدرتها على التنفس تنهار ، تعجز أن تبتلع ريقها ، لكنها لا تتوقف ، تنط و تنط ، إلى أن نفخت بصعوبة بالغة ، أخر انفاسها ، سقطت كما فراشة ،تحلقوا حولها ، الحبل كان ما يزال بقبضتها…أيقنوا أنها فارقت الحياة ، غير أن أحدا منهم لم يدرك ، لماذا كان الحبل بقبضتها .

بقلم /عــبــد الـعـزيـز الـزنـي – ليبيا

درنة \ 1 ــ 5 ــ 2015 م

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s