منذ سنوات – أسماء القرقني – ليبيا

منذ سنوات ..

رجعنا من مأتم ابنة جيراننا الطيبة والحزن يملأ قلوبنا والأسى ينهك ارواحنا على شبابها الراحل انا واختي وزوجة اخي…دخلنا عند الساعة الحادية عشرة ليلا الى بيتنا الذي كان خاويا باردا لا حياة فيه لعدم وجود امي رحمها الله التي كانت مسافرة تلك الفترة….طلبنا من زوجة اخي ان تمكث تلك الليلة معنا واعطيناها سرير امي…السرير الوحيد في الغرفة اكراما لها,…ووضعنا انا واختي مراتب على الارض ولم نتسامر كثيرا كعادتنا فالنوم داعب اجفاننا فأنسدلت متعبة بعد يوم مزدحم بالدموع

والجزع …

بعد حوالي ساعتين استيقظت من نومي على صوت غريب…لم استطع تمييزه….في البداية اعتقدت انني اتوهم وانني لازلت تحت تأثير النوم…..جلست في مكاني وارهفت السمع….تكرر نفس الصوت….كان الصوت يصدر من نفس الغرفة التي ننام بها…….من تحت سرير امي تحديدا….اصبت بالذعر وايقظت اختي وانا ارتجف….نظرت لي بتعجب وقبل ان تسأل قلت لها.. تسمعي فللي نسمع فيه؟

وبعد لحظات ردت بخوف……شن هالصوت؟…..قلت لها:: مش عارفة …لكن الصوت يصدر من تحت سرير امي……واستجمعت شجاعتي وقمت واضأت نور الغرفة….وذهبت الى المطبخ واحضرت عصا المكنسة لارفع بها غطاء السرير واعرف ما يوجد تحته….كنت ادعي شجاعة لم اكن املكها ولكن فرضها الامر الواقع….رفعت غطاء السرير ببطء ونظرت انا واختي برهبة تحته …لم يكن هناك سوى حقيبة سفر كبيرة كانت تستعملها امي للرحلات الطويلة….وصدر الصوت هذا المرة بقوة من تلك الحقيبة….تراجعناا للخلف وقلوبنا تدق بعنف…..تلك اللحظة استيقظت زوجة اخي وقفزت من السرير وقالت بخوف…شن فيه؟….

جلسنا ثلاثتنا على الارض ننظر الى تلك الحقيبة بعجب …ما الذي يتقاسم معنا الغرفة؟!!…….علامات الاستفهام ممزوجة بكم لا يستهان به من الرعب ترتسم على وجوهنا بوضوح يشي بضعفنا وقلة حيلتنا……كانت الحقيبة مقفلة ولو ان احدى قطط امي دخلتها لكانت مفتوحة!!….ثم ان الصوت كان وكأنه صوت ثعبان كبير يتحرك بعنف داخلها ولا اعتقد ان هذا الصوت يصدر من قطة ابدا….وقررت بعد تردد فرضه الخوف ان اكون بطلة الحلقة بلا منازع و افتح قفل الحقيبة بيدي ثم استعمل العصا لرفع غطائها..

…وفتحتها….وفي لمح البصر خرج مخلوق اسود كبير بعض الشى واخذ يمشي مشية غريبة بسرعة فائقة……….وخرج من باب المطبخ الذي كان مفتوحا الى الحديقة واختفى……بحثنا عنه في كل اركان الحديقة والبيت ولم نعثر له على اثر وكأن الارض انشقت وابتلعته…..وما ازعجني كثيرا اننا لم نعرف ماهو….؟

صباح اليوم الثاني كنا نتحدث عن الليلة المفزعة التي مررنا بها ونتبادل التكهنات عن ماهية ذلك الكائن الذي خرج من حقيبة امي…..ودخل علينا اخي الاصغر وعلى وجهه ابتسامة ساخرة وقال لنا….انا اللي جبته ووكلته وحطيته في الشنطة

وسألناه بفضول…..شن هو؟

قال…قنفود….جبته لانه عجبتني مشيته😅😅

Asma elgargani

أسماء القرقني – ليبيا

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s