أنا تعيسة
قالت المرأة العائدة من لقاء حب
مسحت بمنديل زهري
بقايا دمعة كانت تلهث على الخد
جسدها المنتفض يسابق الوقت
الوقت الذي لم يعد يهتم
بأي شيء
الهزيمة التي تشل المشاعر أصابتها في مقتل
حتى أن زهور قلبها انحنت
في كل خيبة كانت تقول
كم أنا تعيسة
لن أمنح الحب إلا لمن يستحقونه؟
العاشق المختبيء في ثنايا الليل
يتناوب مع خيباته على السهر
يملأ كوؤس الهوى بدمعات خاسرة
يتجرعها دفعة واحدة
حد الثمالة
المرارة هي كأسه الوحيد
نشوته اللدود
هذا الحب اللعين
كافر
أحمق
عبثي
جبان
أقترحوا مزيدا من الصفات لننعته بها
قولوا فيه أبشع الأقوال
وأتركوه وحيدا
عذبوه
بالوحدة
لا تمتثلوا له
وأسلكوا دروبا سهلة
لا مكان فيها
للحزن ولا للخذلان
أبحثوا عن ليال مبهجة
ونوم بلا أرق
أو قلق
تشبثوا بصديق ودود
وطفل مبتسم
وقلوب نقية
أو هشة
وإن وجدتم فاخبروني
وإن فشلتم
فاقتلوني
وانتحروا.
نعمة الفيتوري – ليبيا