أفكار عند الغروب ..
إن الأيام التي مضت كانت كفيلة بأن تصقل روحي وتجعلني اتحفظ على مدى انغماسي في الحياة، بات كل شي مختلف بنظري ،اجلس في غرفتي فترة المساء على ذلك الكرسي البسيط الهيئة اقلب أفكاري كأنما أتصفح كتاب يراودني عن دنياي، العديد من الكلمات والأفكار اسطرها في مذكرتي لعلني اكتب رواية جديدة عن الحب المفقود، أرى السماء من النافدة ما أروع ذلك المنظر التي يطل على نافذتي أنه وقت غروب الشمس وانه لجميل أن أرى الغروب كل مساء فلهذا المنظر راحة لا يتصورها العقل، تلهمني تلك الألوان وتبث فيا ذاك الشغف والرغبة، تغرب الشمس ملوحة ومعلنة نهاية يوم كان قد لخصته بجمال ألوانها المنعكس في السماء، يخيم الليل وما أحوجنا لليل وراحة، أسوء ما يزعجني هو تلك الحشرات المتطفلة تقتات منا تم تفر هاربة بصوت يلامس سمعك، لكن تعودت عليها كالناموس يزورني كضيف في كل ليلة مع ليالي الصيف الحارة كمجنون ليلى وهو يناجيها، أمسك كتاب لعلي أجد راحة لنفسي بالقراءة إلى أن يغلبني النعاس مستسلمة له بعد يوم متعب ومرهق من التفكير فيما قد مضى، ولكن هناك ضيف اخر لم أحسب له حساب يالهي الساعة الرابعة فجرا استيقظ على صداع لم أعد أكثرت له في الآونة الأخيرة بجسمي انه ينبهني بأن هناك خطب ما، الصداع الضيف المرافق لي كل ليلة، اللعنة عليه يكاد يكون جزء مني. انهض في ذلك الوقت المتأخر من الليل اتجه نحو الباب ولكن لا أرى الباب التيار الكهربائي قطع، بخطى حذرة اذهب نحو الحمام اغسل وجهي واتوضأ مهيأة نفسي للصلاة، ويا له من امر منعش في ظل حرارة الجو التي كانت تنهش جسدي، اختفي الصداع تدريجيا بعدما داعبته بمسكن، قمت للصلاة ما أجمل تلك الركعات يا سادتي ان لها أثر جميل يبقى خلال يومك بأكمله، ان لتلك الركعات مع نسمات الفجر الباردة حياة اخرى غير التي نعرفها وما أجمل تلك السكينة التي تدفعك بأن تتقبل كل ما ستقابله وانت خارج من منزلك، تلك النسمات الباردة وزرقة السماء وبداية زقزقة العصافير افتح نافذتي اقلب في مذكراتي ماذا يمكن أن أضيف لخواطري قبل ذهابي واستعدادي للعمل مع كوب من القهوة وخبز والزيتون وقطع من الجبن استقبل صباحي وياله من يوم تطل فيه الأمنيات بان لا أواجه فيه ما يقتحم مزاجي ويعكر يومي ما يجعلني اتسابق مع الزمن حتى ارجع بسرعة واحتمي في غرفتي بين خواطري وافكاري المشوشة، ليتكرر انتظاري لغروب اعشقه وضيف متوقع يأتيني فجرا وهكذا تمر عليا الحياة كل يوم منتظرة في الجانب الآخر من غرفتي على مكتبتي البسيطة عبور الكلمات وترتيبها كحبيب عابر لروحي حتى اكتب لكم خاطرة كهذه كل مساء.
نجاة دغمان – ليبيا
