قد تؤذيك تجاربك .
أشتغلت في اماكن عدة ، مقاه .. فنادق .. مركز غسيل السيارات . بناء الخ الخ .
أشتغلت مع شركة اشغال عامة ، من ضمن اعمالها توفير ايد عاملة للجهات الراغبة في خدمات النظافة .
حدث و ان ارسلتني الشركة مع مجموعة من العمال الى العمل فالجامعة ، و هناك صنفونا ، عمال مقهي و عمال توصيل و عمال تنظيف . و كنت من ضمن المجموعة الخاصة بكلية الطب .
شاهدت اهوالا هناك ، قلوب و امعاء في برطمانات ، جماجم ، عظام .. انسان ملقى على طاولة بكل تاريخه و السكين و المشرط يرسم خرائط على صدره و بطنه ، يُفتح و كانه حقيبة .. و الجميع متحولق حوله .. تنتهك كل اسراره ، جسمه و كيانه ، الكل يفتش و يقطع و من لا يفعل يشاهد و يدون في مفكرته .
لم يسأل احد عن امه . اخوته . مشاهده الاخيرة فالحياة .. لم يسأل احد عن قلبه . من احب و من كره و ما كانت امانيه و تطلعاته .
علمت ، ان الحياة وهم و ان نهاية الرحلة سيئة .. كنت وقتها مازلت تحت علاج أثار التوحد ..
تعبت و كرهت النهاية و البداية و قطار العمل الواهي ، كرهت الجامعة و طلبة الطب و الامواس و المشارط . و تلك الحقيقة المرة المخبأة وراء نظارة الطبيب .
الرحلة طويلة و مرهقة و النهاية غير مريحة .
لا راحة الا في رحاب الله تحت التراب . فتجهز لها .
رجب كريم – المغرب
