مظلة (قصة قصيرة جداً) – حسن عبدالقادر الشامي – سوريا / مع قراءة نقدية من بعض النقاد ..

لكل المهتمين بجنس القصة القصيرة جدا

أقدم لكم أنموذجا منها مضافاً إليه رؤى من كبار النقاد العرب.

حسن عبدالقادر الشامي – سوريا

قصتي بعنوان (مظلة)

………..ق.ق.ج…………..

مظلة

أعمل مطرقته؛صمت الحضور

نادى شهوده بالترتيب

أذهلني تواطؤ أقوالهم،أيقنت بأني مدان لا محال،

تفقدت أجزاء جسدي المبعثرة منذ سبعين عاما،وأكملت غفوتي..!

________________________

كتب الأستاذ محمد خالدي عن قصتي القصيرة جدا (مظلة)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

النص هنا تجسيد لمحاكمة باعتبار وجود المطرقة و الشهود و المدان وهي عناصر ثابتة في كل محاكمة، المطرقة تجسيد للقوة المتحكمة صاحبة القرار، لكن بالتركيز على الصياغة التي أتى بها النص نجد أن الشهود هم أتباع لصاحب المطرقة (نادى شهوده) ما يعني أن الأمر يتعلق بمجابهة و محاسبة وليست محاكمة تقليدية.

من جهة أخرى ذهول السارد من تواطؤ أقوال الشهود دليل على مراهنته المسبقة على نقيض ذلك نظرا لاختلاف الشهود فيما بينهم فكريا ا و ايديولوجيا أو مصلحيا أو غير ذلك.

الجسد المبعثر منذ سبعين عاما لا يمكننا اعتباره جسدا بشريا لأن المجاز هنا لا يطابق ذلك بل ينزاح إلى إيحاء تأويلي لما بإمكانه التجزء كالأرض و الهوية و التركة و العائلة و غيرها من الشخصيات المعنوية، لكن بالنظر إلى العدد سبعين عاما يمكننا حصر المعنى في الارض و في القضية الفلسطينية فقط وهذا يجرنا إلى فك كل الطلاسم السابقة .

فالمطرقة و شهودها دلالة على الولايات المتحدة الأمريكية و الحاضرون الصامتون هم المنتظم الدولي أما الشهود و هم شهود المطرقة فهم الإخوة أبناء الجلدة و اخوان الملة و هذا ما يفسر الذهول الوارد، باعتبار صيغة المتكلم ( اجزاء جسدي // أكملت غفوتي ) فالساردة هنا هي فلسطين و أجزاءها الفلسطينيين أبناء الشتات في العالم ، ويمكن تأويل الأجزاء المشتتة إلى عدم وحدة العرب و المسلمين… القفلة لم تأتي كعقاب من المطرقة ألأمريكية بل جاءت كقرار للساردة فلسطين بعد تواطؤ شهادات الإخوة و تشتت وحدتهم و صمت المنتظم الدولي الحاضر، قرار باكمال الغفوة ، ما يعني أن الساردة فلسطين هي منذ البداية كانت المترافعة على حقها و ليست المتهمة ( غياب العقاب) ليبقى الأمر على ماهو عليه و مواصلة الغفوة ، والغفوة تكون بين النوم و اليقضة ما يعني أن الاستيقاظ لا مفر منه و بأن التحرر مؤجل وليس ملغى …

العنوان العتبة دلالته مظلة السلام و هي حجة المطرقة ألأمريكية و ذريعة وسبب تواطؤ الشهود العرب و هي سبب ترافع الساردة فلسطين كي تتخلص منها لتنعم بأشعة الحرية.

تحياتي لصاحب النص

***. ***. ***.

كما كتب الأستاذ عبد العال الجناتي

فكرة النص جميلة و آنية، لغة سلسة و خالية من الحشو الزائد، عتبة موفقة إلى حد ما، المظلة هي الغطاء القانوني المزيف الذي من خلاله تم اغتصاب حق السارد، القفلة كانت مباغتة أحدثت تلك المفارقة المطلوبة بعدم مسايرتها لأفق المتلقي والذي ربما كان ينتظر احتجاجا و تمردا على التواطؤ الذي كان ضحية له، إلا أنه عكس ذلك استسلم لقدره و أكمل غفوته.. ربما كان السارد يريد أن يلمح إلى تواطؤ الضحية كذلك بخنوعه و سلبيته. صورة قضية العرب أو صورة المواطن المقهور بفعل الزيادات المتتالية

***. ***. ***

كما كتب الأستاذ عبد اللطيف بولجيركنت قد أشرت إلى جمالية في النص تعالوا نقرأالنص ونتوقف عند بعض الفسيفساء التي تؤثته أتوقف عند الفعلية في النص وقعه القاص ( ة ) في متتالية من الأفعال بلغت سبعا ( أعمل – صمت – نادى -أذهل – أيقن – تفقد -أكمل ) كلها أفعال ماضوية وإن كنت دائما أصر على أن المضارع أكثر اتساعا وامتددا في الزمن فالأمر هنا يختلف فقد جاءت الماضوية منسجمة وتيمة أو تيمات النص لذا جاز لي أن أتوقف عند بنيتها الصرفية وما تحمل من دلا لات ومؤشرات لاأقصد قاموسية فكوكل كفيل بذلك بل أريدها دالة في النص مشهود ا لها بالتموقع في المكان الصحيح ( أعمل ) مزيد بالهمز في ذلك إشارة إلى إصرار فلو كانت مجرد فعل حركي لقال ( عمل ) . (صمت ) فعل مجرد حروفه أصلية فرغم مافيها من صوت صادر عن الصاد رغم ذلك فقد جاءت توحي بهدوء ولحظة بياض من طرف المرسل إليه في النص ( الحضور ) وكأنما السارد يمهد لما سيحدث ويشدنا إليه ( نادى ) لا حظوا معي هذه النقلة أو هذا الجواب لقرار( صمت – نادى ) حركية نفسية وأخرى ظاهرة بفعل معتل الآخر والقرينة أن شهادة الشهود مجروحة وهو سبب وجيه لفعل معتل

نتابع بإذن الله ( أذهلني ) فعل رباعي بمزيد بالهمز وأصله ذهل . أخذ النص في الـتأزم حد الذهول هذا الفعل الصحيح اللا زم صحيح ببنية قوية لتجسيد الحالة النفسية لازم غير متعد لازم للمخاطب دون غيره ليس له مفعول أي نعم لكن مفعوله في الحدث قائم دلا ليا . أيقنت رباعي من أفعال اليقين الصريحة حفر في أغوار الذات تأكيد لفعل سببية في المسبب . هنا أقف عند لطيفة لابد من الاشارة إليها ( لامحال ) أولامحالة كلاهما صحيح غير أن لامحالة أكثر استعمالا يقول لبيد بن ربيعة في شعره الفلسفي : ألا كل شيء ما خلا الله باطل & وكل نعيم لامحالة زائل – انتهى – ( تفقدت ) من فقد مزيد بأحد حروف الزيادة الجامعة في قولهم – سألتمونيها ) كما الفعلين المهموزين سالفي الذكر ( تفقدت ) أصله قلنا فقد الشيء لتاتي بعده مرحلة التفقد أي أن تفقد مسبوقة بفقد مما يعني أن بطل النص فقد مبحوثا عنه وهو متعد كما نعلم ومعموله – أجزاء – ( أكملت ) بنيته الصرفية الأصل – كمل – فعل متعد معموله أيضا المفعول – غفوتي- لم يقل تابعت ولا واصلت قال ( أكملت ) جاء في التنزيل & اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا & – انتهى – تناص صرفي أكده الفعل كمل مما يعني أن الله عز وجل أكمل الدين بقي الدور على أمة الاسلام ومن دخل فيه بعد ذلك وفي النص هي الضربة القاضية فقد جعلتني محبطا أكمل غفوة كنت قد بدأتها حذاري فهي رغم ذلك غفوة فقط لاموتا زؤاما ولانهاية حتمية هي مجرد غفوة قد تأتي بعدها صحوة بقرينة ماسبق من أفعال ( أذهلني- أيقنت – تفقدت ) كلها أفعال يقظة في الحدث لها ما بعدها.هكذا تكون هذه المتتالية الفعلية قد أمدتنا بنص متحرك متأزم منفرج منفتح متشائم متفائل في ذات الوقت شريط كل فعل فيه بلقطة يمضي بنا في سياق الحدث إلى نهاية البداية ثم إلى بداية البداية.

________———________

كل الشكر والتقدير للسادة الأدباء

والشكر موصول لإدارة رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s