صلاة النشور
تجىء من لحظة الصمت
في اعماق الدجى
مهفهفة كالروح ترفعني
لكعبة الذكرى
وبساتين البدور
تقول :
ها هنا انبلاج القمر
قد استوى
فأقوم وأصلي للحضور
حجا… وعمره..
وتجىء.. تجىء مع رضاب الريح
من طل الغمامه
فأرقب الصبح
من عيون اليمامة..
يتراقص الفرح من شهد عينيها
على وتر قلبي
قطرة من ندى
لحظة في المدى
تملأ الكون
ويضيع حساب القرون
فأمضى الى بيتها شراعا كالجمانه….
وتجىء.. تجىء تضرب في الأعماق قلباً
ارهقه الضياع
فيصحو طارقا عاشقاً أخرى تحصنه القلاع:
وهج الحروف
وغضبة البحر
وانت الجميلة بالحناء
تخضبين للدهر أصابع..
فأقوم واصلى للنشور :
من صقل المرايا
من زخرف بالحرف
حجر الجبال والجسور
منك يساقط الكلام
رطبا كصوت الطفولة
كهديل الحمام
كغضب الصقور
صِلِ الظل بالظل
الضمى الأحلام الواعدة…
سنابلا على كتف الشهامة
وخط محراث يفض صمت الثرى
نجوما من مطر..
صهيلا اغر في الربوع البارقة..
وتسيل.. تسيل النجوم حولنا
والاقمار انهارا…
فأقوم واصلى للعبور :
من الطلوع.. الى الرجوع
تمر على جسر السؤال
مواكب الخيول
آتى على صهوة العشق
طارقا باب الفصول
والجرح يبتسم
شهْدًا يبلل الاطراف الناعمه
واراك تقولين :
خذنى اليه أسقيه من زمزم
فأقول..
اليك يا مريم
هُبىِّ أَرخِى زمامه من القائمه…. .
محمد احمد الحمري – ليبيا
