بُعَيْدَ منتصف الليل
وفي لحظةٍ مفاجئة
أطْفأ سيجارتهُ وهبَّ واقِفَا
أخد قراره واعتمدهُ في الحين
لمْ يبقَ سِوَى التَّنفِيذْ
خرج مِن غُرفتهِ وتَوَجَّهَ إلى المطبخ
كانت الأنوار مُطْفَأهْ
أخرج حبلًا كان في أحد الأدْراج وخرج إلى باحةِ البيت
ربط الحبلَ في الشجرة التي بِالفِنَاءْ
لكن وفي تَصَرُّفٍ مُفَاجِئٍ وغيرُ مفهوم
قرَّرَ أنْ يُشْعِلَ سيجارةً أُخْرَى
إستندَ إلى الجِدار وأخذ ينفُثُ سيجارته والدموع تُبَلِّلُ لحيته
نحيبٌ مكتومٌ لايكاد يُسْمَعُ كان يصدر عنه.
في هذا الوقت بالذات تصادفَ أنْ
قام محمدٌ أصغرُ أبنائهِ إلى الثلَّاجه
لِيَشْرَبَ قليلًا مِنَ الماءْ
سمع صوت بُكَاءٍ خافِتٍ بالجوار
اِقْتَربَ أكْثر
وإذا بأبيهِ مُسْتنِدًا إلى الجدار
أبي مالذي أجْلَسَكَ هُنا ؟
قال محمد
صُعِق الأب لهول المفاجأة
أسعفته بديهته فقال:
لقد كنتُ أجَهِّزُ أُرْجُوحَةً لكْ
فأنت تحب المراجيح كثيرا يامحمد
نعم ياأبي..أشكرك جدا ردَّ محمد
-قم يامحمد دعنا نجربها
-ولكنها مربوطة من جهة واحدة ياأبي
-أعرف يامحمد فأنا لم أكمل تجهيزها بعد..
جهز الأب الارجوحه
تأرْجح محمد إلى أنْ أنْهكهُ اللعب
عندها قال محمد
-ياأبي في الصباح أريدكَ أنْ تساعدني في حفظ سورة الناس
فقد طالبتنا المُدَرِّسَةُ بحفظها
عندها انهار الأبُ ودخل في نوبة بكاءٍ مَرِيرْ
شاكرًا الله على أنْ ألْهَمَ مُحمدًا
الذَّهَابَ إلى الثلاجة في هذا الهَزِيعِ الأخِيرِ مِنَ الَّليْل •
عبدالسلام محمد بن معتوق – ليبيا