غرقٌ مالح الغناء – مفتاح البركي – ليبيا

غرقٌ مالح الغناء ..

______________________________

/

:

لماذا كلما هممتُ بالصعودِ

فوق سُرة التيه

اجدني كالعاشقِ الخائب

يحمل وجع السُكر و يُتم العناق .. !

هنا .. عندما احترقت الوردة

.. في وجه الليل

كان التبغ مغشوشاً و الأنفاس

غصت بدموعها حتى

آخر النبيذ ..!

:

على الرُكح :

…. . ……… ( أحترقت الوردة و بقى العطر )

:

تمتلىء الكؤوس .. أو لا تمتلىء ..

تلك مواربة الساقي و نزاهة السُكر ،

تتزمل الاحزان _ حينا _ بالنبيذ ، و حيناً

ليس بآخر بمرقِ الغرق المالح ..!

يتيمم الجُرح

بنصلِ الخديعةِ لينضح الكأس

بصورِ الغرقى السكارى

على ارائك مشرئبة العواء

معلقة على حوائط عتيقة الدمع ..

تنزفُ أزرق الغناء _ و حينا آخر _ كل ألوانها ، و أحلامها ،

و تبقى كأديم اللذة المطمورة تحت الرغبة ،

و يحلو

التيه عندما تصبحُ الرغبة هي سيدة المساحة

ما بين الحياة و الموت !

تختفي الكؤوس في كثافة من ” الغرق ” و تضيع رؤيتها في ضجيج التأوهات الخالصة في مذاق العتمة ، أو في الأضواء الحزينة ، أو السادرة في جُبِ البكاء !

البكاء الذي يبدو انيقاً ” و متناهيا ” في صحوة الوجع ،

و يبدو ” لا متناهياً ” وراء خديعة الدمع الموارب ،

لأنه _ وحده _ البداية و النهاية في تخمةِ

القدح و ظمأ الغناء !!

عندها

تنشق أكوام النفايات عن كؤوس ..

لا يهمها أين تنام آخر الليل ،

ولكنها تلوح بسؤال يقول :

كيف تنام على الريق بلا نبيذ ؟!!

تمتلىء الكؤوس .. أو لا تمتلىء ..

ليست هذه القضية ،

و إنما حياة الإنسان هي التي

تعكس ماهية الفراغ في النصف الآخر من الكأس !

إن ” الغرق ” المستمر و المتمرد ، و الذي يستشرق

ما فوق هامة المرء .. هو مفتاح الدوافع تلك ،

و الإنسان بلا ابحار يجوع و يظمأ ، و ينطفيء ،

و لا تتمكن رؤيته حينذاك من معرفة هامته ،

فلا يعنيه _ بعد _ ما فوقها !!

/

مفتاح البركي / ليبيا

23 / اغسطس .. آب / 2020

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s