مسارب الضؤ للخروج من العتمة
………………….
المكان بنغازي
الزمان 15/8/1944
الموضوع : الفصول الدراسية للتلامذة العمال.
………..
في هذه الآونة كان (حراس املاك العدو) لا يقبلون الا العملة المصرية ثمنا لما تبيعه، ومقابل ما تؤجره /فلا جدال اذن ان قيمة كبيرة من العملة المصرية خرجت من هذه البلاد عبرهذا الطريق….! /اشتكي السكان إلى ولاة الامورة قائلين : (تعاني برقة من جراء الحرب مشكلة العملة والقسط المقرر من العملة الايطالية بواسطة دائرة التموين يتم باعادة سحبه مقابل المواد الغذائية).
(اننا نمثل معنى من معاني الديموقراطية التي يعتنقها ولاة الامور فليمثل ولاة الامور بقية المعاني… /التوقيع ابن بنغازي)
وفي هذه الأجواء فإن ابناء الفقراء يواجهون الفقر بالعمل في كنس الشوارع مقابل قدر من الطعام يسدون به رمقهم. ولم يعرفوا الطريق الى مسارب التعليم والنور للخروج من العتمة من اجل الغاية.. اية غاية انذاك يمكن يتخيلها مواطن مضطهد سوي التحرر والاستقلال
وامام هذه المشكلة مشكلة الفقر والجهل والاضطهاد كيف يواجه صاحب الحس الاجتماعي هذا العارض الصعب..
ان عمق المشكلة التي تظهر سافرة تحتاج الي تحدي ارادة، لنقل ان الاحساس سيد الطريق، ليس بمعني شرطي المرور او التفرد بالراي بل الاحساس بالإنسان المجتمعي
… /الإنسان الاعلي.. بجميع شرائحه واطيافه الوانه وصناعاته وفنونه واعماله ادابه وعلومه…
في هذه الفترة اي في سنة ١٩٤٤م وفي واقع ومعطى هذه الفاقة، وفي انعدام البنية التحتية، هنا ننظر للظاهرة في محيطها المحلي كبادرة بكر…
تعبيرا عن ملامح ان (القاعدة لايثبتها سوي حالاتها الايجابية/نجيب الحصادي) وان ما يطرأ عليها من خروج ممجوج انما. هو مرور زوابع عابرة لا قيمة لها في هوية الانا ناهيك ان تكون طرفا في العقد الاجتماعي، او كما قيل من جهة اخرى ان القانون يعني بالواقعة… وان القاعدة تعني بالمُثُل..
فملامح قاعدة الاصالة النازعة للتجدد بطبيعتها هي حين يري المواطن ان عمال مصلحة النظافة في البلدية وهم يتضورون جوعا وجهلا، ويسعى باقل الوسائل لتحقيق اكبر النتائج ان يتولى مسؤولية عمال النظافة بنفسه ليفتح لهم مدرسة تعلمهم ان النظافة من الايمان… وتزيح عنهم ما يستكن في صدورهم من ضعف اجتماعي.. ويستمر في رعايتهم حتي عام ١٩٦٣م ليصدر فيما بعد قرار من وزارة المعارف لضم هؤلاء التلاميذ الي التعليم الحكومي ثم ليتخرجوا فيما بعد اساتذة وهذا مافعله الاستاذ:( محمد العالم حويو عام ٤٤م)
فمثل هذه القاعدة، لحيوية البوادر الوطنية في هذه المدينة وغيرها من مدننا الجميلة التي تتشكل فيها ذاكرة المدينة بعطائها التاريخي، لا يمكن لها ان تقبل بمرتزقة يمتهنون الابادة الجماعية لمواطنيهم، وليقتلوا في انفسهم مثالية وتعالي الحس الاجتماعي…. ليجعلوا منهم سخرة وتوابع خارج التاريخ
راجع في هذا بتوسع:
جريدة بنغازي المؤرخة بتاريخ 15/6/1945/ العدد563
محمد احمد الحمري – ليبيا
