الماء،
.
قال الرب مهلا فإن رسائلي العظيمات تأتيكم مع الماء أيها العابرون الطارئون ، إن لم تغرقوا مع الأسماء فسيغسل الماء المعاني التي صدئت أول الطيف ،
كتب على صفحة المدى دم أحمر قاني في بلاد الشرق وطوفان يبتلع الحجر ويجتاح الشجر ،،
دم دم ،
فوضى يخلقها الجميع وتجتاح الجميع ،
ماء ماء يرتب كل الظنون بلا أسئلة ، ويأخذ الأحلام النيئات الى حيث العدم لأن الرب ينضجنا بهذا العسر وهذه الشدة ،
.
ثم سيأتي من أدنى المدينة رجل يبوح بالسر وتمنعوه من الكلام ،
ثم يأتي أوان العجوز الشمطاء وينهمر الدم من جديد في قبلة أخرى من البلاد ، هكذا تكون الحكاية حتما ،
ومرة أخرى يجتاح الماء بحيرات الدم المسفوك
،، كتب أن مجد الأنسان يدون بالدم والماء والشدة والمسغبة وتسقط الدمامل والقشور الغليظات من على وجه الأديم ،
،
السماء تنتحب ثم تعصر ثوب الغيوم المبلل على أجنحة القطا، ثم يرتب ابن الإنسان خوفه وجزعه القديم من اللاشئ ليقرأ القصة الأبدية ثم يلتقطها من عوالم السهو ويجعلها شامة في خاصرة صهيل الوعد بالحياة المستقيمة ،
خوف من كل شيء ، من الماء ومن الدم ، ثم تأتي الغريزة من أقاصي الحنين وتصرخ في الكون ، يا بني اركب معنا…يا ديارا لوحت للجميع وقالت سألتقيكم في ضفة لا تنتظرونها وسأكون أجمل وأنضر،
.
……………
……………
الدعاء الأول ،
أنت اجمل السامعين .، أنت انضر القادمين ، أنت علة الوصل الرحيم ،
.
الدعاء الثاني ،
جردتني النواميس من اقتفاء عهد القصيد ، زملتني الغانيات بأنبل الاسئلة ورهق المسير القديم ، ، في مكان الباحة القصوى والدروايش يدوزنون جديلة البوح بالأسماء وأنا التغني بالاماني الثاكلات ،
.، أبتاه هز النخلة النخلاء هل تساقط الأمطار غيظا للقمر ،
الأكف ممدودة تستطيع أن تنطوي ، والأقدام كالدنانير إذا ضربتها على الرخام رنت ،..
،،
،،
لقد دخلت إلى سوحكم يا طيبين وناضرين وأنا عار من كل إسم يتيم من أفواج الضياء وشريدتي تغني..لست أبغي سواكمو .،
تنصلت قافيتي من هموم السؤال كلها واتكأت ظهيرتي على فلول المدامع يا سادة الدار أنا الطارق ، وجيدكم القديم جربت السبل وأتيتكم صحيحا وجريحا ..، أنا الطارق يا مقيمين وقادمين من ضاحية النهار كسيرا ومستقيما ،،
وانا اهتف كسيرا سائلا محروما ،، ،رد شيخي مغاضبا ، دع سؤالك فعلى ماذا تنصب ، فلا ينصبني يا أباه الا تقديري على اكرموا الخانعة لك ،،
خرق النهار خاصرتي لجوءا لموجبات وصالك فانتشلني مني ،، أهدرت نسائمي
جديلة أنس سقطت من حيزوم الامس الرحيم ،، والمصير يضيق .. غريق غريق..
غير أن النجيمات وخطن ضفة الاحجية بسماء . ، رتقن السؤال بحنين ،، طيفن الذاكرة بانتباه ،، ورسمن ضفة اللون بحديث عن السنبلات ، .
فدعني من قصة الثورة اليتيمة فأنا اتيمم بخاطر الشهداء الغرقى بأسمائهم وألوانهم ،،
دعني من انكسار المومسات وحشرجة السابلة فأنا أغني مع الموصلي الأماني السندسية ،،
دعني من اغتسال اجراس الكنائس فأنا حلم كل الراهبات ،..
المغنين ضحكوا عبر أجنحة النجيمات ضحوات للقوافل التي فتئت تذكر يوسف واتشحوا بمائدة المسيح ،. ثم صغار اليتامى أبناء الشهداء كتبوا بأصابعهم الموبوءة بالشرود ،..حلم حلم..
ماذا تذكر؟
الأمس ومن ضيع الأسماء ،
لماذا تكتب؟
أتفقد ذاكرة المنسيين.
من جدل البهاء موسما لانتباه العصافير؟
الغرباء وخواطر المحتاجين ،،
- كيف السبيل إليك ؟
ارمي عنك خرقة الاسباب واذكرني ،
ثم انتشلك منك.
.
الماحي محمدين – السودان
