نُعمٍ تُشكر لتدوم . .
كنت ممدا على فراشي الذي صنعته بشكل بسيط فطري ، بهندسة إنسان الغابة الاول ، فتحت الفيسبوك . و بينما انا اقلب الصفحات . . فوجئت بشقيقتي الصغرى تكتب منشورا ، يُدرس ، قالت فيه :-
ربتني امي ان لا اتذمر من شغل البيت ابدا ، علمت الان ان حاجة غرفة المعيشة اليومية للتنظيف و المسح ، يعني اننا اجتمعنا فيها ، فادعو ربي بقولي اللهم ادم هذا الجمع .
علمت ان تنظيم غرفة الاطفال و تهويتها و اعادة الالعاب الى مكانها و تعطيرها و تنظيفها ، يعني انهم اصحاء و بصحة جيدة ، فادعو ربي بقولي اللهم ادمهم اصحاء يا رب .
علمت ان وقفتي الطويلة بالمطبخ و البخار يتصاعد و رائحة الطبخ تتعالى ، ان لدينا ما نطبخه فادعو ربي بقولي اللهم ادمها نعمة يا الله .
و اليوم مساء حين نظفت صحون القهوة و الحلويات بعد ان زارنا ضيوف حمدت الله ان له عبادنا يحبونا و يسالون عنا .
تثمين النعم و عدها و النظر إليها من جانبها الايجابي هو افضل من عدها و من التذمر و الشكوى منها ، و ان شكر الله تعالى عنها انما ينتج من قلب صغير طاهر من الخبائث .
. . . . . . . . . .
انتهى كلام شقيقتي .
استغربت منها ان تكتب مثل هذا الكلام البسيط المعبر ،كنا نطلق عليها في البيت لقب ( النايمة ) ، كانت كسولة متبلدة الذهن تميل اشد ما تميل الى الظل و تركن الى الوحدة و الانزواء .
انا لم ار اختي منذ سنتين .
لم التق بها .
لم احضنها و لم اذق خبزها . ولا قهوتها و لا شطائرها .
لكنني اهاتفها و اسال عنها و ابعث لها بين الحين شيئا تشتري به ما تهواه نفسها و ما تخجل ان تبوح به لزوجها حتى لا تزعجه بطلباتها .
فعلا . . لا شيء يغير المرء الا اختبارات الحياة .
رجب كريم – المغرب
