قالت سأجزمُ انت لست بشاعرِ
فالشعرُ مزجُ ثقافةٍ بمشاعرِ
ويكونُ كاتبه ربيعاً أخضرا
ويزخُّ امطاراً بقلبٍ قافرِ
ولقد رأيتكَ تستهلّ قصائدا
في كُنهها شيطانُ شعرٍ ماهرِ
يأتي بألفاظٍ يحيرُ بوصفها
عقلٌ وتبرقُ في عيون الناظرِ
فعلى الصحيح أقولُ قولاً واحداً
يا شاعراً يُخفي حقيقةَ ساحرِ
فاجبتُ اني لم أكن بالساحرِ
بل لستُ حتى من قبيلِ الشاعرِ
فقطِ الحوادثُ حرّكت بسريرتي
فيضَ المواجعِ من بشاعةِ حاضري
وطني تفتّق بافتعالِ مكائدٍ
مخبوءةٍ في زيِّ عيشٍ زاهرِ
لكن حقيقتها تقيئُ نتانةً
بفمٍ تهرطق في شعارٍ فاغرِ
تلك الحقيقةُ فاصطدم بجدارها
ومـن الحماقةِ ان تكون بناكرِ
ها نحن ذا نجني ثمارها من أسى
من قهرِ مذعورِ وسطوة ذاعرِ
يكفي هنا ما عدتُ أقوى ولا انا
عن كثرِ اسهابٍ اكون بقادرِ
فالشعرُ كان ليا السلوُّ وفسحةٌ
أروي بها مما يجول بخاطري
هشام الصيد – ليبيا
