الميراث
بعد سنوات عديده تخللتها محاولات يائسة للصلح مع اخواتها، حكمت المحكمة بأحقيتها في الميراث،
لمعت عينا زوجها وتلمظ فرحاً،
وانتفض قلبه طرباً،
قالت له: الحمد لله، ربنا عوض صبرنا خيرا، ذهب الفقر بلا رجعه،
قال والسعادة ترقص في وجهه:
_سأعمل مشروعاً، سيجعلني سعيدا طوال العمر!!
أوجس في نفسها خيفه، ورفعت حاجبيها للأعلى وتسألت في دهشة :
_هل السعادة لك وحدك؟!
رد بعد أن دار حول نفسه وهرش في رأسه :
_هو انا ايه وانت ايه، أليس كلانا واحد؟
ازدردت ريقها ومايزال الخوف يعتريها، وقالت في صوت هامس: طبعاً، واردفت: كما قلت،
وشعرت بموجة شديده من الشك تسري في جسدها، منعتها من النوم، فيما زوجها غارق في نوم عميق وابتسامه لاتفارق وجهه،
غير أنه في الصباح أسمعها من رحيق الحب والعبير، كلمات لم تعتد على سماعها من قبل، دخلت علي أثرها في أحلام ورديه وتتطاير من قلبها الخوف ومن جسدها الشك، وأحضرت له المال إلا جزءا منه،
نظر إلى المال بلا إكتراث “هكذا تظاهر” وقال متسائلا: كم؟
_مائتي ألف
_وأين المائة الثالثة؟!
_نتركهم للزمن والمصاريف،
نظر إليها بعيني ثعلب، ياعمري المشروع يحتاج كامل المبلغ، وأعدك أن النتائج المرجوه منه ستكون بعد تسعة أشهر، إن شاء الله،
نظرت إليه في ريبة وقالت:
_لما تسعة أشهر، لم لا يكون عام مثلاً؟!
_ياعمري سأعمل ليلا ونهارا، لدرجة أنني ممكن أنام في المشروع، ولو حدث ذلك لاتقلقي وكوني مطمئنة،
المبلغ بالكامل في حوزته، إستاجر شقه في منطقة بعيده وبدأ في تأثيثها استعدادا لإستقبال العروسة الجديدة، عسي أن يرزقه الله منها الولد.
قصة قصيرة
رزق البرمبالي/2020 – مصر
