10- النص المميز للشاعر والاديب فتحي الحمزاوي / تونس Fathi Hamzaoui
كان اضافة رائعة لمنافسة بوح القلم وفوق التقييم
أعطيت له هذه الشهادة تقديراً لهذا الحضور.
العنوان: قيامة الحرف
الشاعر: فتحي الحمزاوي/تونس
يقوم من مرقده الأبديّ هذا المساء
يشكّل صورته من دمي
تتلقّفه الرّيح العقيم
فتَزرعه نثارا في مساحات اللّيل.
باسما، كنبتة برّيّة،
يحمل جرحه الغائر في جسد المدينة.
لم يقتحم أسوار القصيدة
لكنّهم سحلوه على مداخلها.
من ذلك الوقت
طمس آبار الحبّ وينابيع النّهار الطّويل.
سائحا، يجرّ خيالات يتيمة
وأسئلة بلون البحر…
أعمى،
يجوب ثنايا لم يجرّبها الأنبياء،
مُطارَدا من بياضات الكتب المتآكلة،
ما عاد يرهقهُ المدى بقصص شهرزاد
ولا يأبهُ الآن لتأمّلات النّسور في بقايا الجثث،
ولا لاستقرار الماء
على قبور الشّعراء، وعلى أجساد من بقي
في ساحات الحرب.
النّوافذ أفقدتهُ الرّغبة في الانسياب
مع نسمة فقيرة،
مع بسمة تأتي من عجوز لم تعدْ تتذكّرُ
غير مرايا مرتجّة،
وسلالم محطّمة، من بقايا الصّليب.
اليوم يصنع من القمر قبّعةً،
يلوّنُها بخيالات فجّة، وبِسحابة من نبتة ماء،
ويزرعها على جبين الوقت،
فيقتات منها المُتعبون
الذين يصارعون المعنى.
اليوم يتعلّم الصّهيل
لأوّل مرّة،
انتظارا للمعركة النّهائيّة
بين اللّيل
وصائديّ الموتى.
لأوّل مرّة، يشرب صفاء الزّجاج، بعينيه
ليرى أبعد ممّا ترى العُقبان
ليعود لمرقده الأبديّ هذا المساء.
