ذهول …. قصة قصيرة
خرج من القطار و هو يحس بوهن شديد ، وقف أمام إعلان زجاجي ليقوم بتعديل ملابسه و اندهش كثيرا لمنظره، فقد كانت ملابسه قديمة و شعره غزاه الشيب و وجهه مليء بالتجاعيد، شعر بالصدمة و يده تتحسس تجاعيد وجهه و شعر رأسه ووقف مذهولا و لم يوقظه من ذهوله إلا شعوره بيد تمسك بيده ، التفت فرأى عجوزا تمسك بيده و هي تبتسم و بجوارها ولد ، فتح فمه من الدهشة فقد كان وحده حينما ركب القطار و لم يكن معه أحد ، اصابه الذهول مرة أخري وهم ان يسأل العجوز من تكون و من هذا الولد الذي معها و لم يوقظه من ذهوله إلا صوت العجوز و هي تصيح : الحق بولدك الحق بولدك ، التفت فراي الولد يجري محاولا اللحاق بالقطار الذي أطلق صافرة الانطلاق ، كان يركض و يصيح و لكنه لم يستطع اللحاق بابنه الذي ولج القطار و اختفي بسرعة ، شعر باعياء شديد وسقط و هو يلهث ، نهض بعد فترة و التفت فوجد المحطة خالية و اختفي الجميع و اختفت العجوز أيضا ، شعر بالحيرة و أصابه الذهول مرة أخري و لم يوقظه من ذهوله إلا عامل المحطة و هو يناديه و يشير الي بوابة الخروج.
عبد الرحمن عثمان – ليبيا
