رياح اليأس ..
بينما كنتُ أفتشُ في خِزانتي عن شئٍ ما ، عثرتُ بين ملابسي على كتابٍ قديم ، لا أدري ما الذي حدثَ لي عندما وجدتُه ، كأن الزمنَ قد عادَ بي إلى حيثُ التقينا لأولِ مرة ، على ذلك الطريقِ الوعر ، الذي أبى القدرُ أن نُكْمِلَه معًا ، والذي ما كنتُ أتحملُ مشقةَ وعورتهِ إلا لأجلكِ أنتِ ، حتى تلك الجفوةُ – القسوة – التي رأيتُها منكِ ، حينما آذَنَتْ شمسُ علاقتِنا بغروب ، كان يُخَيَّلُ إليَّ أنها لا تعدو أكثرَ من غضبةِ حبيبٍ يحتاجُ إلى شئٍ من أمل ، في علاقةٍ لطالما عصفتْ بها رياحُ اليأس ، وفي تلك اللحظةِ التي عاهدتُ فيها قلبي أن أحاولَ حتى الرمقِ الأخير ، كنتِ قد شرعتِ في إحداثِ فوضى عارمة ، فوضى استباحت كلَّ شئٍ بداخلي آنذاك ، لقد كانت الأسوأَ على الإطلاقِ ، حينها لعنتُ الكتبَ وشغفي بها .!
حبيبة بن عمران – المغرب
