قراءة نقدية في أدب الكاتب عبدالله النصر (السعودية) – بقلم علي الستراوي – البحرين

قراءة نقدية في أدب الكاتب عبدالله النصر (السعودية) – بقلم علي الستراوي – البحرين

نـــبــــض: زمام مقدم فرس الأديب عبدالله النصر

كتب الأديب الأستاذ علي الستراوي

جريدة أخبار الخليج البحرينية

(رملِ صحراء القوافل اغتسلَ

وفي مدينة مكتظة بالبشر..

توسد خاصرته ونام وحيدًا..

وكل ما حوله من فضول..

مرّ على جبل الحياة..

موقظًا أول النور في المدينة!)

هو هكذا عرفته في سلالم السرد واحتضان عرائس الأدب، قبل عامين أو اكثر حيث التقيت به في اسرة الأدباء والكتاب في وطني مملكة البحرين، منشغلاً بأطياف محبيه.

سيرة لم تغفل شيئًا في حكاية القاص والروائي الأديب السعودي عبدالله النصر والتي تقدمت الحضور لتعرف بنفسها عبر ندوة فصلت تلك السيرة الغنية في حكاية النصر.

وكان رهان النصر في السيرة ما شدّ به قاربًا أو سفينًا محملاً بماء ورد وزعفران الحياة.

إنها تلك الأيام التي قادته نحو الانشغال بالسرد ودواخله الفنية عبر المران والشغف العنيد الذي تمسك به النصر في السيرة التي بدأ بها، حيث كانت ولادته النذر الأول في الحكاية عبر أول قماط بعد قطع السرة وذلك في الأول من مايو 1947 في مدينة الأحساء بالمملكة العربية السعودية، وهو الذي لم يكن يحلم بما حلم به، لكنه حلم وكان لحلمه أول الغيث نحو طريق كتابة القصة القصيرة وانشغالات السرد.

يومها حفظت ما للنصر من ارتباط مشدود بسيرته الأولى في الحكاية التي ليس لها حدود في الذاكرة، حيث الجدل الذي انشغل به النصر، جدل السرد والتمسك بمفاصل جسد القصة القصيرة والرواية، وكان الهم ألا يسقط في امتحان التحدي الذي تمسك به مدركًا أن الدرب ليس من السهل عبوره وإن المغامرة لا تخلو من المخاطر.

ادراكه أنها ولدت لتنزع سرتها في الصرخة الأولى وتدخل معترك صعب وعنيد، كلما شد من جسده النصر ليبلغ الهدف، تقدمته ريح صعبة، لكنه غامر ولم يستسلم حتى بلغ الهدف الذي هو الآن فيه.

ففي القصة القصيرة توقف النصر على الكثير من شرائح البشر ليرمم من خلالها واقع ذلك الوجه التي توقف نبضه على حبها، بين الحب والألم، وبين الكره والانجرار نحو الحياة وانشغالاتها.

وكذلك في الرواية كانت شخوص رواياته تتوزع بين الحلم والأمل والانشغال بالمجهول والسفر نحو معالجة ما يحمله الإنسان فوق البسيطة من حب متوزع بين شغاف محبيه وبين ألم لا يخلو منه اي مخلوق عاقل على هذه الأرض.

وهو الذي دائمًا يقول عن انشغالاته بالكتابة وكيف للكاتب الاختيار كقوله: «إن أسلوب الكتابة نمط يختاره الكاتب لكشف وإيصال أفكاره ورؤاه إلى قارئيه، وربما يكتسب الكاتب هذا النمط الأسلوبي من تقليده لكاتب ما، أو كتّاب اجتمعوا في ثيمة ما من الكتابة رآها هي الأنسب ليطبع بها أسلوب كتابته».

وبين ما رأيت عليه القاص والروائي عبدالله النصر، اظل ادفع بذاكرتي نحو تلك الثروة التي امتلكها النصر في حب المحيطين به لدماثة اخلاقه، وجمال قلبه، وإن السيرة في مدينة تعاطيه مع الأدب ليست فضفاضة او كارهة للضيوف، فهي مضيافة بساكنيها وهي الغنية بالنصر في حكاية عبدالله النصر، فمن دخلها سوف لن يخرج دون ان يبوح بما رآه من شواهد غنية بالأدب الذي لا يبتعد عن دماثة عبدالله النصر، لأن ما جادت به حكاية تعاطيه الثري مع اللغة العربية اعطته القدرة على المغامرة وكسر الروتين والدخول في معارك الأدب النافع ليصل به نحو الآخرين بين شغف لا يلين ولا يخبو وهجه ولا ينقطع عن سرة الجسد (القصة القصيرة اولاً والرواية ثانيًا وامانة حمل رسالة الأدب للجيل الجديد ثالثًا لأنه في حكاية النصر مربط فرس من الهدف المنشود والغاية التي حلم بها من أول يوم ادرك رسالته الأدبية وأن يمسك بزمام مقدمها في السباق.

……………

جريدة أخبار الخليج البحرينية، العدد : ١٥٥٢٨ – الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٤٢هـ

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s