. (رَجلٌ مِنْ نُورٍ)
مَعَ ٱلفَجْرِ أَلْقاهُ
صُّبحًا إذا تَنفَّسَ
ارْتَشِفُ قَدَاسَةَ نَهارِي
وَ في مِحرابِ العِشقِ…
دُونَ أنْ أراودَهُ
أبْتَهِلُ…
اَشْدُدُ بِهِ أَزْرَ يَومِي
أَتْركُ القَلبَ رَهْوًا
لِتَمُرَّ هَواجِسُ عِشْقِهِ بِجنُونِ
أَسْرِقُ مِنَ ٱلأُمْنياتِ كَفَافِي
وَ مِنْ طُهرِ النَّوايَا…
أَلْبَسُ عَفافِي
أَرْتَجِيهِ ضُحًىٰ
أُخَفِّفُ لَوْعَةَ الشَّوقِ
يا قَلْبُ لا تَحْزَنْ!
ما وَدَّعَكَ الحَبِيبُ وَ ما قَلَىٰ!
صَبْرًا جَمِيلًا…
خَيْرٌ لَكَ وَ أَبْقَىٰ!
أَيَا صَهْوَةَ الأَصِيلِ،
يا خَيْلُ وَجْدِي،
إلىٰ قِبْلَةِ أَحْداقِي،
وَ عُمْرَةِ أَشْواقِي،
وَ شَقائِي!
خُذِيني مَعَ الرِّيحِ
إلىٰ النَّصِيبِ
إلىٰ حَيْثُ تُلْقِي رَحْلَها.. نَفْسِي!
غُفْرَانَكَ رَبِّي..
إنْ زِغْتُ عَنْ رُشْدِي
مُغاضِبَةً!
رَبِّ رُحْماكَ…
إنْ قَذَفَنِي “حُوتُ” هَوَاهُ يَومًا
وَ بَرْعَمَتْ “يَقْطِينَةُ” نُورٍ،
عَلىٰ جَسَدِي،
لِتَنِيرَ دَياجِيرَ المُحَرَّماتِ
مِنْ غَفلةٍ أو شَقاءٍ
لا تَلُمْنِي!
“إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالمِينَ”
وَ يا شَمسَ دارِهِمْ
لا تَغْرُبي،
فَلِي بَعدَ اللّٰهِ…
أَمَلُ لُقْياهُمْ!
(ثُرَيَّا الشَمَّام/سوريا)