قهوة محرمة
لم يستهويني مذاق القهوة يوما، فأنا أميل للمذاق الحلو، كما لم يتمكن أفراد العائلة من ضمي لإجتماعاتهم ومناسباتهم أبدا، فشخصي يرتاح في العزلة أكثر، ثم ظهرت أنت، بحبك اللامنطقي للبن، وبسواد عينيك الحالك، بشخصيتك المرحة الاجتماعية، وعفويتك المفرطة، كرهتك لن أنكر، كنت كالرحيق الذي يجتذب النحل فقد سحرت الجميع بهالتك التي تجمع بين النقيضين، الوطني الفخور، والمغترب الحالم.
أسرت جميع فتيات العائلة، وسرقت قلوب بنات الحي، استوطنت أفئدة كبار الأسرة، وأعجب بك الفتيان السذج، وأنا، آه مني التي فقدتها دون أن أدري، كنت أراقبك من بعيد.
أرصد حركاتك، ضحكاتك، إيماءاتك وإيحاءاتك، وجدتني أحلم بك في يقظتي وأغار من تغزل بنات عمنا بعينيك، بذقنك، وبشعرك المصفف بعناية.
كيف انقلب الحال بي؟!، فأصبحت أشتاقك وأذوب من نظراتك بعدما كرهتك وجودك معي بنفس المنزل ذات يوم.
أراك كل يوم أمامي، وأسقط في هوة عشقك في الثانية ألف مرة.
أدري وأدرك أن موعد رحيلك يقترب.
لكنني لا أستطيع منع دقات قلبي عنك، فهي تصرخ بإسمك أنت، وأحبت القهوة لأجلك أنت.
ما عساي أفعل وأنت لا تعرف اسمي حتى بل وتظنني وجيداء ابنة عمي نفس الشخص.
بقلمي، سوسن محمد الجزائر.