في بلدتي ينتهي الحبُّ حين يبدأ..
حينما تقول لذات الشخص الذي سُلخت أقدامه من الوقوف على عتبة قلبك قارعا جرس المشاعر .. أنّك تُحبُّه.. يرحل..
في بلدتي الكثير من النفاق و الابتسامات الزائفة.. كثير من البشر التافهين.. الكثير من السُّذّج.
في بلدتي التقبيل من الفاه عيب.. و الضرب أمام الجميع محلل.. أو في رواية أخرى .. هم أدرى بأنفسهم منّا..
في بلدتي الشرف بين الفخذين.. لا يهم ان كنتِ جاهلة .. من دون هويّة.. من دون منزل.. من دون أخلاق.. من دون راحة نفسيّة.. المهم العذريّة سيّدتي…
في بلدتي ان قلت فكرة جديدة معادية للتبيعة و للشرع و للمجتمع تُلقى في السجن أو تُرفض من القطيع..
في بلدتي مات الحب الصادق من عهود و عصور أو ربما ما يزال بكميّات محدودة وليست متوفرة في كل الأماكن..
يُضحكني تشبيهي للحب… كي تحصل على الحب اليوم يجب عليك تقديم مطلب ” و ان شاء الله يتقبلّك ” و اعادة النظر في قلوب البشر عدّة مرّات قبل الموت كضحيّة..
وما أبشع موت الضحايا.. وما أقرف قلوب البشر..
في بلدتي هناك امرأة تعادي كل شيئ.. ترفض كل الذي تراه لا يتماشى مع أولويّاتها مهما كان..
في بلدتي ” أنا” و كثيرات مثلي لا يهمنا ان ألقينا يوما ما في السجن نتيجة فكرة جديدة..
و واللهي و واللهي و واللهي…
لو ألقيتُ يوما في السجن نتيجة تفكيري لتماديت أكثر و لكتبت لكم أطنانا من الكتب التي تنصفني و تنصف العشرات مثلي..
امرأة مثلي لا تموت.. لا تُكسر.. امرأة مثلي تتخلى عن كل البشر ولا تتخلى على حرف واحد من أفكارها..
امرأة مثلي .. رغم أنني أكره الجمع.. تولد من جحيم الرفض و القطع..
في بلدتي أنا أعاديهم حتى يُهزموا.. وان بقيت وحدي
سأرفع شعاري و أقول
“حيّ على الحياة”
كنزة بن ملاح – تونس