زمن الرحيل من بلاد القحط – الهادي العثماني – تونس

زمن الرحيل من بلاد القحط

““““““““““““““““`

ربّما قُلتُ للدّرب إنّي تعبتُ،

وأبلَيْتَ أحذيتي يا طريقْ

لكم طوّحتني بك الأمنياتُ

فأوعزتُ للشعر: بُحْ يا رفيقْ

سنمضي إذنْ…

سوف نمضي غدًا

إلى فسحة خلف هذا الكلامِ،

ويتّسع الدرب لمّا يضيقْ…

سنظلّ نطرق دربنا خلف الأماني،

ونظلّ نرفع راية السفر المعلّق بالرجى

والصدق أغنية تليقْ

ونظلّ نحمل حلمنا ، أو وهمنا،

تمضي بنا الأشواقُ،

تسبقنا السحابة والبروقْ،

وتبوح آلامي التي لا تنتهي،

وأنا المدجّجُ بالمُنى،

وأنا المضرّج في النوى بمشاعري

وأنـــا الغـــريـــــــــــــقْ

وأنا المكلّل بالجراح،

انا المُجرّد من سلاحي

انا المعلّق في تفاصيل الأسى

وســــــط الحـــريــــــقْ

وأنا كـــأنتَ، يا رفيق الدرب،

مرتَبِكٌ أصــلّـــــي

على لظى الحزن العتيقْ

هذي المرابع أقفرتْ

سكنت ثعالبُها المنازلَ،

واحتفت بخرابها

فارحلْ سريعا يا رفيقْ،

هذي المرابع أقفرت من ساكنيها،

عمّها القحط وجفّت أرضها

فغدتْ خواءً صفصفاً، فجّا عميقْ

دعنِي إذنْ أمضِ بعيدا،

وامتطِ أحلامك الخضراء كي تمضي معي…

إثنان في غبش الدُّحى نسري ،

وثالثنا الطريق.

الهادي العثماني /تونس

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s