اليوم تأخر القطار وتخلف عن الموعد …
وهل درى مسافر متى يصل ؟
طال الانتظار ،
اشتقت الى صفير القطار .
وهل لي فرحة أخرى تشغلني عن الاستمتاع بدويه والنظر اليه ؟
حنقت وأيّدني الجو فغضب، غامت السماء ، نزل المطر عصفت رياح باردة
يئست الكلبة فعوت منصرفة .
حاولت فقط أن احمي نفسي فغيرت موقعي وللمرة الاولى تهزمني الطبيعة
ويخذلني القطار ولكني لم استسلم
فأنا متمسك بموقف يدفعني اليه مبدأ ما
من ساعة تسيّرني ولا وقت يتحكم
فالتي اعتقلت القلب وحدها تقودني
وفرغات عمري مقسمة
وهل اذا تخلف القطار أو تأخر عن الموعد ألغي بسببه التزاماتي الاخرى؟
مع نفسي ومع مريم ؟
ان مريم في الحق يمكن أن تنتظرني حتى بعد موتي…
ولكن نفسي لا تنتظر .
مريم هذه لايشك من يراها في انه ينظر الى جنة باسقة جميلة القد…
يزيدها حسنا احساسها بجسمها وصمتها يضفي عليها
جلالا معشاق كريمة تمنح الحب لمن يمد لها يدا.
تسكرك فاذا انت والنشوة شقيقان
تقبلها فتحس بحلاوة اللمس
وتعترف في قرارة نفسك بانك تدثرت بالسعادة
غربتها انتحار او شنقا
في جيدها تضع الحبل ويتدلى
مريم صامدة تتمايل
ولا تحدث ضحيجا
شجرة فارعة يسكن تحتها الظل والخفاء
تحت ستائرها أفات نفسي
أذبح تحت اجنحتها غرائزي فأنا أعشق مريم .
محمد طه العمامي – تونس
