العنوان : //طرائد بروتوس//
التصدير يقول سارتر ” الجحيم هم الآخرون”
منذ بداية البدء
تقاتلَ أخوان فتوثّب الشرّ
صرخ دمُ القتيل في الارض
غيّر خارطة الكون…
و مع أول خيط للضوء
إنعتق لسان الحقد فإستشرى
الخذلان
إنسكب سفرا في ذاكرة الطريق
يتغذى على شره العراك.
إنكشفت عورة الشرّ فسقطت على أجسادنا
اكوام الجراح
صرنا نحاذر اللدغة الثانية
اجسادنا تُهرولُ كل يوم على قارعة
اللّهث..
ننحت بالأزاميل خطى تُلاحِق شعاع الصباح…
و حينَ تمتصُّ الخيبات ماء الرّوحِ
يشربُ الأسى قلوبنا
نتساقط كأوراق الخريف
نجترّ جراحاتنا حتى ينزف الدّمع من عيوننا
بمن نلوذ ؟
و أطياف الخذلان كالسّواد
يتخبّط فوق ظلالنا..
تطوقنا..
تتشكّل نتوءات
تجثو كالهموم على أروحنا
فننزوي كالنسيان يُضاجعُ الذاكرة..
أنظُر حولك!!
إشتدّت عيون الدسائس
ذئاب تتبارز لتنهشك بأنياب الخدعة
منذ بداية البدء …
نتلقى طعنات بروتوسية الوجع
طعنة وراء طعنة…
نزيف وراء نزيف
و لا قطرة دم تسيح…
نتوكّأ على أحزاننا و نمضي
الطرق الخائنة و راءنا
و الغدرُ كالغول أمامنا..
نتعثّر في سطوة الطرقات..
تُرافقُ خطانا المسيرَ حتى آخر الحفاءِ..
و حين يغتالُ المساء عذريّةَ الافقِ
و يَندَلِقُ السّواد
يتأبّط أبناء بروتوس شرّهم
تترصدُنا اعينهم واحدا واحدا
فإحذر ان تتراشقك الأسهم..
ويُكتَبُ إسمك في سجلّ الطرائد
أوْصِدْ أبوابَك
إنكفأ داخل عزلتك
و اترك ذلك الكون مخذولا
في صدرك..
سامية القاضي / تونس
بروتوسية = نسبة لبروتوس الذي قتل يوليوس قيصر
صحيفة المنبر 