المشاركة الفائزة بالترتيب التاسع بمسابقة القصة القصيرة التي اقيمت بمجموعة منبر الأدب

المشاركة الفائزة بالترتيب التاسع بمسابقة القصة القصيرة التي اقيمت بمجموعة منبر الأدب الأربعاء 18/11

مشـاهد مسرحية ..

ولدتُ خلف حصن مملكة الخرفان في الثامنة والعشرين من آيار، لم يشرق الشمس يومها وفي غيري عادةً تُمطر السماء وابلًا محملة بالبرق والرعود في هذا الشهر، حتى كادت تُغرق المملكة، كل العرافات هناك تيمن بي شراً، ولكن إحداهن قالت: لنتمهّل حتى يوم غد، وأن لم يمكث المطر وأبلجت الشمس من مثواها، سنوءدها حيث ولدت، وقد كانت من عادات هذه المملكة قتل كل طفلة تيمن العرافات بها شراً، وفي صباح يوم التالي تسلل ضوء الشمس باكراً من كل النوافذ والمنازل، والأبواب، حتى من الشقوق وصدوع الجدار، وأوكار الحشرات والفئران؛ لم أقتل! ولكنني ذقت طعم عقوبة الخرفان منذ الصغر، أجلد مرة وأحرم من الطعام مرة وأخرى أعزل في غرفة مظلمة، كنتُ أعرف بفتاة (آيار مبتورة الأصابع) لأنني ذات مرة رسمت على جذع الشجرة قلبًا فبترو أصابعي، وفي كثيرا من الأحيان أعاقب بجمع أكثر عدد من الحطب لوحدي مع رقيبة عجوز كالعادة، وفي أثناء جمعي مرة لركام الحطب، رأيت شابًا يمتطي صهوة جوادة يتنزه في الغابة بكل حرية دون قيود أو حراسة، رمقته بنظرة الحسد أو الغبط لا أدري، وفجأة تلتقي عيناي بعينيه، فأرى فيهما أبعاد الحرية ومعاني التمرد، ابتسم وراح يلوح بيده لي، كدت أن أبتسم وأبادله التحية ولكن تراجعت خيفةً أن تراني الحارسة وأعاقب للمرة الألف؛ وفي إحدى المرات، كنا نجمع الحطب سويًا مع صديقتي في الغابة، وتلك العجوز التي تروي تجاعيدها ما كابدته.. تراقبنا، قلتُ: هامسةً للصديقة، ماذا لو ماتت هذه العجوز!! هل ستهربين معي إلي الخلاص؟؟ مضى عام على ذلك وكلما أراها تسلك مسلكًا أخر، آاه يا لها من خاروفة؛ عقوباتٌ لا تحصى وهكذا إلي أن صرتُ شابة، لم أتغير عن الصبا شيئاً، مازلت أحمل في صدري تلك الطفلة المشاكسة، كل مافي الأمر أنني الآن أصبحت أتمرد بفطانة.

الكبـرى موسـ – ليبيـا

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s