دع الناس مطمئنين ايها الرئيس ، ولا تفتح أعينهم ، إذا فتحت أعينهم مالذي سيرون؟ بؤسهم! دعهم مستمرين في أحلامهم, إلا إذا كان لديك عندما يفتحون أعينهم عالم أفضل من عالم الظلمات الذي يعشون فيه الآن, ألديك هذا العالم؟حافظ على المسافات أيها الرئيس، لا تشجع البشر كثيراً، ولا تقل لهم أننا جميعاُ متساوون وأن لنا جميعاً الحقوق نفسها, وإلا فإنهم سيدوسون حقك أنت، ويسرقون خبزك ويدعونك تفطس من الجوع. حافظ على المسافات، أيها الرئيس، من أجل الخير الذي أريده لك.أنت تريد أن تنير الشعب ايها الرئيس ، وأن تفتح عيونه . . لقد رأيت كيف تقف المراة أمام زوجها ككلب مطيع تنتظر الأوامر . . اذهب الآن وعلمهم أن للمرأة حقوق الرجل نفسها . .ما الذي ستستفيده من كل هذه الترهات البيانية ؟ إنك لن تفعل أكثر من أن تسبب له الإزعاج وتبدأ الخصومات ! فالدجاجة تريد أن تصبح ديك !الإنسان بهيمة، بهيمة كبيرة. إن سيادتك لا تعرف ذلك ايها الرئيس، وكل شيء على ما يبدو كان سهلا بالنسبة لك، لكن أسألني أنا. بهيمة أقول لك: إذا كنت سيئاً معي احترمك واخافك، و إذا كنت طيباً افقأ عينيك.ما هذا الجنون الذي تملكنا لكي نلقي بأنفسنا على رجل آخر ونقطع أنفه,ونمزق أذنيه ,وفي الوقت نفسه نطلب من الله العظيم أن يساعدنا,فهل هذا يعني أننا نطلب من الله أن يذهب معنا ليقطع آذان البشر وأنوفهم؟هذا صعب أيّها الرّئيس صعب جدًا. لا بدّ لذلك من شيء من الجنون. الجنون..أتسمعني؟ انت تجازف بكل شيء، لكن أنت لك عقل متين وسوف يتغلّب عليك.كنت أعلم جيدا ما سيتهدم لكنني لا أعرف ما الذي سيبنى فوق هذه الأنقاض . وما من شخص يستطيع معرفة ذلك بشكل يقيني .أنت تفهم! أنت تفهم، وهذا ما سيضيعك. لو كنت لا تفهم لكنت سعيدًا
من رواية زوربا اليوناني
للكاتب والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكس ( 1883 – 1957 )