جدول حافل الليلة .
سأكل سمكَ نهرٍ مطهو على اوراقِِ الموز الليلة بحديقةِ البيت الصغيرة ، و سأحتشي معه مشروب القرفة ، وبأهمال سأشهر أصبعي الاوسط بوجه كل قادة العالم و أوبئته و ساركل ظهر السنة الفائتة و أنا أضحك ، سأبصق نيابة عنكم بلامبالاة في المدفأة الكبيرة التي تلتهم جدع شجرة بريئة أقتصتها يد انسان مفسد .
سأستمع الى ميادة بسيليس و هي تغني شارة البداية لمسلسل جواد الليل ، أحبها ميادة بسيليس لانه لا أحد يعرفها ، فيمنحني بالتالي خصوصية الأختيار الفخم من بين ركام المطربين .
سأفكر بأمي ، و سأعصر على ذكراها بضع قطرات من حزني و أسفي ، سأسألها ان كانت تعلم أين أنا الآن . و أنادي بصوت جهوري عميق يا الللللله ألطف بحال كل الناس .
سأطلب من زوجتي ان تتركني قليلا ، فأنا أحب ان أنتظر النوم في غير ساعاته ، سأناديه و أتدلل عليه لأغفو ، كان الأمر معي هكذا حين كنت في العاشرة و سيظل معي هكذا ما حييت ، سلسلة واحدة مترابطة من السعي و الجري و البحث عن محطة راحة . مرارا و تكرارا يتوجب عليّ ان أدفع ثمن حبي للحياة ، و عشقي لجمالها و ان اتحمل ضريبة تلك العلاقة الخفية التي تربطني بالبوصلة و بالخريطة و بجغرافية العالم .
ستأتي ليال كثيرة كهذه ، محملة بالتفكير و التأمل و انفتاح النفس على حقيبة الذكريات و العبث بمحتواها .
انا الان وحيد ، بالبيت . أفكر في كل يحدث .
وحيد مثل ماذا ؟
مثل نبضة أخيرة في عنق .
هل تخيلتموها ؟
رجب صباح – المغرب