العلاقة الروحية ..
العلاقة الروحية قد تكون أقوى بحكم العاطفة والميول لصاحب المقام، رفعة وعفة وسماحة وطيبة معشر،
ومهما كان المريد أو التابع لفكرًا أو عقيدةٍ ما وخاصة الدينية منها فهي محمودة شريطة أن لا تتجاوز هذه العلاقة مدى وسقف العاطفة بعيدًا عن السياسة ومحاكاتها ناهيك عن دهاليزها ودروبها الوعرة،
فالعلاقة الروحية إذا ما أقترنت بالسياسة تحولت إلى كيان أو تكتل أو مجموعة ترتبط ضمنيًا بمصالح وأهداف وغايات كقواسم مشتركة تخدم التجمع بنكهة التصوف، لذلك يصعب على المريد والتابع التفرقة بين ما هو عليه من إرتباط شرطي والتحولات التي تطرأ على العلاقة من ناحية أخرى، فتراه مجرورًا بحكم العاطفة دون أن يعترض أو ينتقد صاحب الجلالة أو المقام في حضرة غياب الوعي التام لدى المنقاد بعفوية وسيطرة المشاعر والأحاسيس الجياشة، عندها تجده مدافعا عن فكرة صاحب العقيدة والتعصب لها تحت قناعات دافعها الكرامة والعناية الالهية والتسليم له كرجل حكمة ورويةٍ، وملهم من الذات العلية، وتحت هذه القناعات تجد الجمع هائم بلا فكر ولا عقل تحت تأثير عاطفي قادته سيكلوجية وفلسفة صاحب الطريقة بحنكة بالغة روض من خلالها كل من احتمى بعباءته.
فرج بوخروبة – ليبيا