أحجية الشتاء القديم
…
كان هذا قد تم نحته بكل عناية على جدار أوردتي ..تلك اللسعة القاسية التي ما زلت أحملها بين كتفي قصيدتي ..اذكر ان ذلك كان تحالفا بربريا لعاصفة الشتاء الباردة مع سياط الاستاذ الغليظ مع الماء الذي سكبته أمي على ظهري رهن إجباري على الاستحمام ،،،يحضرني بل يتجشؤني هذا الانفلات الطارئ من المرحمة ..ينسكب الماء الثلجي في تلك الصباحية على ظهري وأنا أصرخ وتصرخ معي كل الكائنات ..تنتبه الاواصر ويجثو الدم الملكي ..قرفصاء القمر الآخر الذي يأتي من أكمام النشيد ، وتفل الأغنيات وحلمي بضياء ينبت من ضحك الاصدقاء ، كل هذا يصبح مؤجلا في حضرة انسكاب الماء على ظهري ..هل تصدقوا أن الماء ما زال منسكبا ،،،،وما زلت أستدعي أنا الاخر الذي استبد به الصقيع قبل ألف عام وغواية النجم حممته بماء من ضفة الأحجيات،،، وأنا الذي قتل قسيسا ذات شتاء عندما خامرته أماديح الأنصار إبان فتح الخرطوم ..،،وأنا الذي ….اووووه فعذرا إذ أنني أعجز عن تعداد ألف موعد في خاصرة النبوات المهيضات ،،، والماء ينسكب على ظهري كسياط السجانين على المظلومين ،،،عثرة الوقت الرحيم ويجلدني المدرس بعد ما لم أفلح في تسميع القصيدة واعادة سردها،،
يا أربعات رجعت لي أنشودة الحب القديم
هذا الجمال أنالني السراء حانت بعد ضيق..
الماء الثلجي ينسكب بكل تؤدة وأهرب من الأغنية الى دجنة الشيطان ذات ضحى والجوع يتقمصني في بلاد الغرباء المنفيين ..يطحنني سقف عورة الانسان وانا طريد كالفراشات الحائرة ،،،السهب يمنحني الهزيمة مرة اخرى في هيئة السلطان الخصي الأعور من أهلك حرث البلاد ونسلها ،،،
والماء الصقيع على ظهر الصغير ينسكب وصرخة كونية وجودية تحدث عن هلع في باحة روح الانسان والتراب ينهال على لحد صغير وتمتشقه حشرجة ملعونة رهن انسكاب الماء ويعجز ان يقول لبلاد الضحى…مع السلامة ،.
.
الماحي محمدين – السودان