ترياق
بحثتُ الصبرَ في لُغتي
فلم ألقاهُ يا أبتي
فهل للصبرِ عنوانٌ
كمنطقتي..
كمدرستي؟
أم انتحرت نداءاتي على شفتي؟
إذا مخَّضتُ ذاكرتي
وجدت الأمس منزويًا
فوجه الحاضر العاتي
تجلىٰ فيه ملتويًا
على أنقاضِ ذاكرتي
فهل للصبرِ ترياق لخاصرتي؟
تذكرت الطفولة في
فناءِ البيت والشارع
وكنتُ أعودُ مملوءًا
بأعباءٍ وأشياءٍ
تفارقُ قامتي طولا
وأصحو بعدها فزعًا
على أصواتِنا الأولىٰ
وكنتُ أخوضُ ألعابًا
تشابِهُ شعثَ ناصيتي
فهل للصبر آذانٌ لقافيتي؟!
أبي إنَّ ابتسامتنا قد احترقتْ
وفسحتنا قد اختنقتْ
وآمالي التقمها اليأس
لم يُلقيها بالشاطئ
فلا يقطينتي نبتتْ
ولا رؤيايَ للأفلاك قد كَمُلَتْ
فهلْ للصبرِ عنوانٌ كَمنطقتي؟
أم انتحرت نداءاتِي على شفتِي؟!
قلم الفقير إلى الله/ حامد حفيظ – ليبيا