مِسكينٌ أيُّهَا القَلَم
تقولُ الورقةُ للقلمِ
تنجَّسَتْ ثيابي بسببِكَ
أيهَا الأَحمَق
فيقولُ باختِنَاقٍ
مَا تَمَرَّغَ أَنفي
إلا بسببِ تلكَ
الأنامل الرَعْنَاء
التي تَعصرني
مِنْ جِيْدِيَ المقلوب
فتصرخُ الورقةُ
بِوَجْهِ الأَنَامِل
كفاكِ اعتصارًا
فَتَرُدُّ بارتجَاف
أَنَا لَا أُفهمُ ما يَحدُث
القَرِيحَة المُخْتَبِئَة
تُشِيرُ إلى حَضْرَةِ الشُعُور
الذي يَستَلُّ جذوتَهُ
مِنْ عرشِ التراجيديا
التي خلَّفَتهَا تلكَ الأحداث
تنقبضُ الأنامل
مَرَّةً أخرَىٰ
تَجْرِي كُرَة القلمِ الصغيرة
عَلَى تلكََ الجبَّة البيضاء
كعجلةِ قطارٍ ضائع
مخلفةً وراءها
أصواتًا بلا حنجرة
مزيجًا من اللعابِ والدم
تأخذُ التباريح
في الجنونِ
شيئًا فشيئًا
تشتدُّ ديناميكية الحنين
تُفَضًُ بِكَارةَ الجراح
الجمهور يُصَفِّق
لظاهرِ تلكَ المأساة
دون أن يَشْعُرَ
أيّ أحدٍ بالمؤامرة
حامد حفيظ – ليبيا