نهاية إمرأة شرقية ..
تلك نهاية أنثى أخرى
تعيش في عالمي المهرطق
الله كرمها في كتابه
نبينا كرمها في سُنته
أوصانا “رفقا بالقوارير”
سجنوها بشتى الذرائع
أضطهدوها بكل العادات
كبلوها بالتقاليد
حين مرضت تلك الأنثى
قالوا ممسوسة
مجنونة
مسكينة يانصف الدنيا
خطفوا عالمها وحبيبها
أو من كان سيحبها
قضوا على أمومتها
مسحوا جيلا من رحمها
قتلوا جنة تحت أقدامها
لن يحقق معهم أحد
لن يفضحهم أحد
لن يحزن عليها أحد
ستدفن في مقابر المظلومين
سيحزنون عليها بعد سنوات
سيظهر حبيبها بعد سنة
لو سأل عنها !
اتهموه في عرضها
هي تملك كل الشرف
لأنها ولدت مختومة بالشرف
سؤاله الوحيد ” كيف ماتت “
قالوا له الغرباء أنها مجنونة
من أخبركم :
الأقربون
كيف ماتت !
لفضت أنفاسها الأخيرة
تحت يدي الشيخ الدجال
أمتزجت صرخاتها مع صرخاته
هو يقول “أخرج أخرج”
وهي تقول “أخي أخي”
والمشهد هو
عصاة غليظة بمرتبة الهراوة
ينهال بها على جسدها الغض
من كان عليه حمايتها
واقفا وراء الباب
متخليا عن رجولته
قرابته
دمه
عرضه
مصرحا بموافقته على ذلك
لأنها أبنة اباه وامه
لكن لو قلبنا الأدوار
قلنا أن حبيبته هي التي تتعذب
هي التي تستنجد به
هل كان سيقف باردا متحجرا غليض القلب كالأبله
لا وثم لا
قلبه لن يسمح له بذلك
لكن كرامته تسمح على عرضه
هل يكفيك كل تلك التفاصيل أيها السائل عن مصيرها
العائلة استراحت منها
الدجال برئ مع سبق الإصرار والترصد
الأخ يرفع رأسه عاليا
الحبيب لن يرتاح
سيشعر بأنه متهم بعدم إنقاذها
سيظل رأسه منتكسا
حزينا طوال العمر
تلك نهاية أنثى أخرى
وداعا لامرأة في عالمي الشرقي
يوسف الكيلاني – ليبيا