إليك أكتب ..
ورقة صفراء تتآكل تدريجيا في فصل الخريف الكئيب، صراخ حارق مكتوم ونبرة حزينة منبعها أعماق الفؤاد، هكذا أنا منذ إفترقنا.
تتسابق الأيام وتئن لتفاصيل مشؤومة قاتمة، تتعثر مشاعري وتتوتر كلما طافت بذكرياتنا العتيقة، لابد من أنك ترثي تلك اللحظات القليلة التي جمعتنا افتراضيا، توهم نفسك بأنني الجلادة في معادلتنا الخاصة بينما أنا أتلاشى هنا بسكون مقيت.
لا أحد يشعر بي، لا يوجد من يفهمني، لذا يمر بي نسيم الصيف العليل، إنه دافئ وحنون، يخبرني بأنني لست وحيدة ولم أكن يوما، ولكنني لم أصدقه أبدا ولن أفعل، هناك كيان غريب يشدني نحوه، يستدرجني إلى الظلام، يطلب مني أن أتناسى سكاكين عباراتك الجارحة، تلك التي جعلت فؤادي ينزف بقوة وشدة.
إنه يحتضنني ويأبى تركي، سأندثر قريبا، روحي ستختفي، وهذا هو الوداع.
سوسن محمد – الجزائر