فنَّان
الأغاني شريدة
الفنّان يعشق
وردة يتأمّلها
في مقهى الرفاق
الذين شيعوا موتاهم
قرب حديقة المدينة
وقد هاجرها عشَّاق
الشعر والسمفونيات
الحاملة لأشواق
الأرواح الحزينة
التي حكت عن
رحم امرأة يتخبّط
فيه وطن حائر ,
لا يستقر على ثورة
تنادي أيام فكرة
حلم أولائك الذين
كتبوا على الأرصفة
“نُحِّبُ البلاد ونُزْهِرُ
شهداء حريَّة وسنابل
آمال الفقراء” ها هنا
تقف أنثى الأيَّام ,
على مشارف مسرح
الأطفال وقد عانقوا
طيب الروابي وحنايا
دماء رفاق تأبَّطوا
حُلْما وقد احتسَوْا
مِياه مآقي عيونها
التي بكت تآكُلَ
أوْجُهَ القمر عليها
في ضآلة شيوخها
وكلَّ من حاكم
أغانيها الجميلة
على أوتار فنَّان
يُحاكي زهرات
ترتفع وحيدة على
هذي البلاد الأسطورة
وقد قيل عن بوَّابتها
أنَّها تتقتَّحُ على
كل غروب يتجدَّد
في فجر يُزيح عنها
قتامة الوجوه العابرة
في المقهى القديم
الذي يُبدع سيرتا
في أحلام شعراء
يكتبون واقعا آخر
في تناغم مع انامل
هذا الفنان الذي
يحمل آنَّات أولائك
الذين غنَّوْا قِيَمَ
الحرية وقد عزفوا
على أوتار الأمل
أغاريد الصرخة
التي تُوجع أوتاد
المعابد القديمة
وقد أسَّسَتْ حضارة
امرأة تراقص أمجاد
الفرسان الذين تعوَّدوا
الرحيل ليلا عن المدينة .
يسافرالحُلمُ الى حيث
موائد الغناء والشعر
في قصيدة تنحرف
عن القصد المطلوب
فيتحمِّل الفنَّان رسائل
أولائك الذين غادروا
المقهى والمدينة
وقد صارت بعدهم
الأغاني شريدة شريدة.
وتتناثر في أنفاس
سيجارة ترفُضُ أن
يتلوَّث الورد الأخضر
بدخانها وبثمالة
الغروب الذي يرتاب
كلما انسحبت عنه
كلمات الوجدان
التي خبَّأها الرفاق
على أرصفة المدينة
آمال رجب المناعي – تونس