كل شيء يبدو جميلا
كقصيدة شتويّة
يضحك الحبّ تحت شرفة حزينة
فترقص الحقائق على معصمي
عاريا صوتي
يسدّ ثقوب النّاي بصمتي
مضرّجة باوهام الصيّادين
تزهر جنائز الحبّ
كلّ شيء يبدو جميلا
تنبت من أصابعي المبتورة
سكك باردة للعابربن بين الضّلوع
يسيل من دمي بحر
مراكب البحارة الغارقين بين السطور
يطوّقون ضحكتي
يتسوّلون وهما يشدّ أطراف الفراغ
كلّ شيء يبدو جميلا
تتعلّق المسافات بآهة بابليّة سقطت منك ذات وعد
ترقص أشلاء قصيدتي المرميّة
بين ضفّتين وذاكرة
كموعد يطلّ من خلف الأسوار
لست أنا من نسي القصائد
لست أنا من اطلق الرّصاص
اغتال أشجار الباولونيا
ليصنع الكراسي الفاخرة للندامى
غير أنّني جمعت ما تبعثر من آهاتهم
رمّمت أشلاء قصيدتي وحدي
لأفجّر طريقا أعمى يكبر في فمي
يلتهم المسافات لاحيا
كقلب ثمل أضاع مطارات الوجدان
تزدحم ذاكرة القصائد في دمي
تمشي المواعيد على قدري المسيّج بوعود لا تأتي
بي شيء تشوّه
أحتاج ذكاءك لأشتهيك من جديد
تسرق شفتاك صوتي
أغار من دموعي
أغطّي ضحكة عبرت شرفتي بقبّعتي
كي لا يبلّلها المطر
أعدّ خساراتي
أدسها في جيوب لهفتي
ابتلع غيرة دموعي
اتعلم مهارة الركض
كل ما يأتي على عجل يمضي
وحدي انا فوق قبري
ارمّم أشلاء القصيد
أتدرّب على الموت
من جديد
سلوى البحري – تونس
2020/07/13
عن مجموعة مجانين قصيدة النثر
صحيفة المنبر 