حقيقة ..
تتلألأ أضواء الممشى الحجري على مرأى من مشاعري المطعونة، تتفاوت ألوانها بين الأبيض والأحمر، تتباهى بتعلق الأنظار بها، إبتسامة شاب حالم وأحاسيس جياشة لثنائي سعيد تتشبث بها وتذوب لأجلها فقط.
أجلس على كرسي خشبي أسميته “صفيح الألم” فهنا إلتقيتك أول مرة وهنا إفترقنا لآخر مرة أيضا، تتحسس أناملي مكان جلوسك المعتاد وتراقب تمايل طيفك المتذمر إلى الأمام، أخفض رأسي وأسأل سرابك المتعلق بكياني كظل: أنا مزعجة بالفطرة، صح؟
ساد صمت ثقيل حول المكان ولكنك أجبت بنبرة شاردة ضائعة: ولم الكذب، أنت كذلك فعلا.
تعجبت لصراحتك الجديدة فلطالما كنت مراعياً ومجاملاً لمن حولك، لذا أمعنت النظر نحوك وقلت:
لابد من أنني قد أثرت حفيظتك فعلا هذه المرة، أن تقول هذه العبارة جهرا وتقسو علي دون مراعاة إحساسي المرهف، الأمر قد فاق تصوري حقا!
بلى أنت كذلك، حين نقع في الحب يصبح الحبيب بمثابة شخص نقدسه، نعامله بحنو، فنعفو ونصفح ونتجاوز ونبصر جميع تفاصيله بعين القلب والهوى وفي اللحظة التي تتلاشى بها عصابة الحب القاتمة ندرك أن تلك الهالة مجرد كذبة لا أكثر.
ابتسامتك عادية، ثرثرتك لم أعد أطيقها، أحاول الإبتعاد عنك ولكنك تلتصقين بوهم ماضينا كغراء يأبى التفكك، هل فهمتني الآن؟
أشكرك، فلولا ملازمة طيفك لي لما حصلت على الحقيقة، تعلم أنه كان يتجاهلني ولم يكن شجاعاً مثلك لذا أقدر صدقك حقا، وداعاً.
سوسن محمد – الجزائر