هو والغيمة – حسين بن قرين درمشاكي – ليبيا

قصة قصيرة/ هو والغيمة ..

خرج من داره مثقال بالهموم، وقف أمام حديقة المنزل، جال وصال بنظره يميناً ويسارا كصقر يبحث عن طريدة.

أبصر عبر الأفق الشاسع، غيوماً متناثرة بدأت وكأنها موصولة بالأرض، راح يطوي أفكاره، يقص وريد الزمن، يذرع خيالاته، يشبر تأوهاته، شرع يطوي غيمة شاردة، لما حاولت أن ترسو استراحة على خريطة قلبه، رشته بنسمة عليلة.

سألها: أضللت طريقك؟

قالت: جئتك شاكية حالي

بم أخدمك؟

ربما قصدت المكان الخطأ!

لا عليك، قص علي شكواك وسأبثك همومي

لم أنت مهموم؟

ألن تقولي لي لم قصدتني دون غيري؟

قل لي أولا لم تبدو كمن يخبئ آلام وأسرار لا يحب البوح بها ؟

كيف ذلك أيتها الغيمة؟

كأنك في منفى

آآآه يا صديقتي، أنا في منفى روحي

لم أفهم!

لنتفق أولا على ضوابط لحوارنا، خبريني أنت لم تبدين شاحبة، حزينة وتحملين في جوفك آلام سنين عجاف؟

أنا ابحث عن (وقبل أن تكمل الغيمة حديثها، انشقت السماء رعداً وبرقا، وانفلق الماء غزيراً، فشرع يجفف ثنايا قلبه الذي استحال رفضاً لـ)!

تحسس الغيمة، لم يجدها، بحث عنها دون جدوى، مسح براحة يده جبهته التي بللتها قطرات المطر، استدار إلى باب بيته، تراءى له وجه حبيبته، صبوحاً، ناصعاً يحمل أمل ما تبقى من رحلة العمر.

عانقها، واندلفا داخل البيت وغابا.

حسين بن قرين درمشاكي

كاتب وقاص ليبي

2006

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s