قراءة نقدية في أدب الشاعر الليبي عبد الحفيظ الشريف بقلم الناقد الليبي مفتاح الشاعري
***
عبد الحفيظ الشريف شاعر اللحظات المتوالية
_____________________
قرأنا
( ان الشعر هو إن لم يكن مصدره ذلك اللغز العذب الذي يسمونه إلهاماً؟ وما هو الشعر إن لم يكن فناً كسائر الفنون .. لا يكون فناً بغير الجمال .. الذي يجذب حواس الإنسان.. إن تبقى لديه شيء منها.
وأن
( الشعر جمال وغموض محبب يبعث النشوة في القلوب.. شلال يتدفق من مشاعر الإنسان حين يحدث ذلك التفاعل الغريب المفاجئ بين عناصر الطبيعة وعناصر الإنسان وعناصر اللغة.)
وسنقول تعزيزا …
لوقع قصائد الشاعر الليبي عبد الحفيظ الشريف نوع من ملامسة الوجدان .. تأخذ بالمتلقى الى براح لانفاس مغايرة لكنها فى مجملة عذبة وكأن الشاعر فى ذلك فى محاولة لا تهداء لخلق جدوي لوجود الشعر او كأنه فى اشارة الى ان خلاص النفس من قلقها يكمن فى تذوق النظم
الأحلام التى تحمل معان للتمنى ليست فى اى محاولة للاختباء فقصيدة الشاعر تشع بمخيلة تتشبع بواقع وتتدثر برداء من حلم دون مواربة
جميل ان يكون شاعرنا صانعا لجسر من دروب شعرية تاخذ بالمتلقى الى تشعبات حانية وجميل هو اقتفاء اثر خطى بين حقيقة وحلم بغد يضج بسؤال وعواطف وشيء من تأمل
ومن جميل صنيع الشعر والشاعر ان يستشعر القارىء تلون فصول وتعاقب شروق وغروب ونسماات مساء حالم فما خلق الشعر الا التغنى بكل قوافى ارهاصات النفس دون تعب
ولعلنا بذلك قد وصلنا الى دلالة ما اسلفنا حين نكون وعبد ااحفيظ الشريف شاعر اللحظة فى حضرة رائعته ( ملح الحكاية ) .. يقول الشاعر :-
يا ملح الحكاية
علي مرمي قلب خافق
يحاول أن ينسي
معركة دارا رحاها
داخل القلب
المجرد قلب
شىء ما ضاع مني
أثناء سرد الحكاية ربما
ربما هو اسمك
ربما يا ملح الحكاية
بكامل التفاصيل
هي فكرة تجمعنا
هي فكرة أخري تفرقنا
بافتراض
حسن النية
ارتكب الحماقات
مجرد حماقات
كانت
حين أعلن إسمك
تشتعل النفس المتلهفة
لعناقك الممنوع أبدا
اتحسسك انت السر
الذي تخبئه الضلوع
لم يبقي منك شيء
سوي
بعض الجروح تحت الجلد
هكذا
يتلمظ عطشي لعشبك الجاف
يمدني خريفك بأوهام المطر
القادم
نقفل باب النوايا الطيبة
يفتح بدون قصد باب قصيدة
تحترق ربما
ربما كانت خطيئتي الأولي
بعد الألف
إن اتبعك مغمض العينين
إلي بداية قصيدة تشتعل
شوقا
اتبعك مغمض العينين
إلي الأماكن الفارغة لتوها
حيث
لم يعد بوسعك البقاء
اكثر
و لم يعد بوسعي التراجع
للذي كنت عليه منذ
دقيقة خلت