قراءة نقدية لقصيدة “احب رجلاً” للشاعرة الليبية آية الوشيش بقلم الناقد الليبي مفتاح الشاعري
تدوين على هامش قصيدة
(احب رجلاً ..) للشاعرة الليبية ” آية الوشيش”
__________
الشعر منذ خلقه لم يكن فى حاجة لمديح فواقعه ممالك تتغنى بفحواها وتنشر اريجها لمن شاء من عشاق النشيد هو فى براحه كسحابة ترحل حيث شاءت
وهو ما كان هادئا ابدا ..هو الغنى بوسامة التقاسيم .. والمترف بوسائل تملك الألباب والحميم لمن يتعلقون بتجدد الشمس وتسربل الحلم والمنتظر لغد فى صيغة السؤال
فلا بأس ان يقرأ الشعر بالفؤاد وان يتذوق بالفكر وان يأول باستبشار مسبق وسيظل الشعر وليد التجلى.. وصفحة من ارهاصات لمشاهد ووقدات فى تتابع .. و اناقة لحضور وتفرد لأذواق وعزف وسط سكون الجوار
لهذا سنقول ان وقع مفردات الشعر هو اقرب فى الشبه بنقر عصفور تائه على نافذة مغلقة ورسم لقطرات مياه من سماء على سطح نقى وجوار لخطاب متمكن على ركح مزدحم .. وان جاء الشعر ببوح فانه فى وقعه كتباريح وجع فى اعلان لحضور
وان كانت القصيدة انثى النظم والنشأة فأنها ستتوضح قبس من سديم الانحاء و رواية لقصة ميلاد لم تتغير خطوات شخوصها
والقصيدة حين تولد انثي فأنها سفر الشعراء ونشيد دائم التمنى بغزارة قلق متحفز وقادم من مجهول لا يخبر عن نفسه
والقصيدة الانثى فى مجملها رائعة الوقع والمغزى واواصر لميلاد ماض فى اروقة المعابد وحضور صفوة النساء و كائن لا يحتمل العبث حتى نهاية الوان النشيد
ومن هذا وذاك كانت تداعيات فى حضرة القصيدة
(احب رجلاً) للشاعرة ” آية الوشيش” :-
احب رجلا
يشبه النهايات المفتوحة
غير متوقع !
كالليالي المقمرة
لايكف عن اللمعان
رقيق كخيط عنكبوت
وشديد الصلابة كجبل
تجتمع فيه الأضداد
وتجعلني أضحك
أحب رجلاً واثق” الخطى”
لا يمشي ملكاً فقط
إنما يبدو كذلك ٫
كنافذة ربيعية
كلما مددت نظري عبره
رآيت
آحلام وأمنيات شاهقة
ورأيتني بوضوح مزينة
بالبنفسج !
أحب رجلاً
ديمقراطي بدكتاتورية
أحبها
كلما قلت له يساراً
أخذ اليمين بقوة
لكنه في نهاية
يعود بيمين يساري
ضاحكاً
معلنا أن الحب قادر على
ترويض الوحوش !
متوتر بطريقة ثابتة
وطفل بطريقة ناضجة
ورجل مكتمل الرجولة
بطريقة أكثر أناقة
مما تمنيت !
أحب رجلاً
مختلف كأختلافي يحبني بلا
توقف
وأحبه بلا تكلف
يكتب الشعر أفضل
مني فيفقدني
شاعريتي ويجعلني
قصيدة !